شرح كتاب إرشاد السالكين إلى أخطاء المصلين

سوف أقوم فى هذا الموضوع (بإذن الله) بوضع أخطاء المصلين إستنادا الى كتاب (إرشاد السالكين إالى أخطاء المصلين) جمع وترتيب (الشيخ محمود المصرى) هدية منى الى منتدى زمن يا زمن وفقنى الله وإياكم وجعله فى ميزان حسناتنا (إن شاء الله)

وسنبدأ على بركةالله بالباب الأول
(بدع و مخالفات المساجد)
1- < ترك تحية المسجد>
من المخالفات المنتشرة بين المصلين: الجلوس فى المسجد بدون أداء التحية ز فعن أبى قتادة السلمى أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال :[ إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس ]...ولقد دخل أبو ذر-رضى الله عنه- المسجد فقال له النبى (صلى الله عليه وسلم): [ أركعت ركعتين؟ قال:لا. قال:قم فاركعهما].وترجم عليه ابن حبان : أن تحية المسجد لا تفوت بالجلوس.وله أيضا أن يصليها فى جميع الأوقات حتى فى أوقات النهى بع الفجر و بعد العصر ؛لأنها صلوات من ذوات الأسباب كصلاة الطواف و الخسوف.
--------------------------------
2- < ترك أذكار الدخول والخروج من المسجد >
كثير من المصلين لا يعرفون السنة فى دخول المسجد والخروج منه ولا الأذكار الواردة فى ذلك .. ولذلك نقول لهم : إن من أراد أن يدخل المسجد يسن له أن يدخل برجله اليمنى ويخرج برجله اليسرى.
وأما من أذكار الدخول والخروج فإليكم هذه الباقة العطرة من أحاديث النبى (صلى الله عليه و سلم) التى توضح الأمر:
*عن أنس -رضى الله عنه- أن رسول الله (صلى الله عليه و سلم)كان إذا دخل المسجد قال:[ بسم الله اللهم صلى على محمد ]؛ وإذا خرج قال [ بسم الله اللهم صلى على محمد].
*وعن ابن حميد أو أبى أسيد رضى الله عنهما قال:قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [ إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبى (صلى الله عليه وسلم) ثم ليقل : اللهم افتح لى أبواب رحمتك . وإذا خرج : اللهم إنى أسألك من فضلك ]
*وعن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما،عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه كان إذا دخل المسجد قال : [ أعوذ باللع العظيم، وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ].. قال: فإذا قال ذلك، قال الشيطان : حفظ منى سائر اليوم ].
--------------------------------
3- < دخول المساجد بالملابس الرديئة مع القدرة على التزين >
نرى كثيرا من المصلين يذهب أحدهم الى المسجد بملابس ممزقة أو تحمل رائحة كريهة مع أنه سيقف بين يدى الله -جل و علا-وهذا الأنسان لو طلبنا منه أن يخرج لمقابلة رئيسه فى العمل بنفس الملابس لأمتنع عن ذلك.
لقد حث الله على التزين عند الذهاب الى المسجد فقال يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف 31)
بل قال (صلى الله عليه و سلم): [ إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه فإن الله تعالى أحق من تزين له].
--------------------------------
4- < الخروج من المسجد بعد الأذان >
بعض الناس يخرجون من المسجد بعد الأذان مباشرة وهذا من المخالفات المذمومة.
فعن أبى الشعثاء قال: كنا قعودا فى المسجد مع أبى هريرة فأذن المؤذن فقام رجل من المسجد يمشى فأتبعة أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد. فقال أبو هريرة:أما هذا فقد عصاأبا القاسم (صلى الله عليه و سلم).
قال الإمام النووى - رحمهالله - فيه كراهة الخروج من المسجد بعد الأذان ختى يصلى المكتوبةإلا لعذر . والله أعلم.
--------------------------------
5- < البصاق فى المسجد >
بعض الناس يبصقون فى المسجد مع أنهم يترفعون عن تلك الفعلة المشينة فى بيوتهم...ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال (صلى الله عليه وسلم):[ إذا كان أحدكم فى الصلاة فإنه يناجى ربه فلا يبزقن بين يديه ولا عن يمينه ، ولكن عن شماله تحت قدميه ].
فيه نهى المصلى عن البصاق بين يديه وعن يمينه وهذا عام فى المسجد و غيره ز وقوله (صلى الله عليه وسلم) : ""وليبزقن تحت قدميه وعن يساره""هذا فى غير المسجد ، أما المصلى فى المسجد فلا يبزق إلا فى ثوبه لقوله (صلى الله عليه وسلم) [ البزاق فى المسجد خطيئة وكفارتها دفنها ].



والباقي إن شاء الله فى المشاركات القادمة وفقنى الله وإياكم

(إرشاد السالكين إلى أخطاء المصلين)6-< الإحداث فى المسجد >
ومن المخالفات التى يكره فعلها فى المساجد: إخراج الريح ؛ لأن ذلك يؤذى الملائكة والمسلمين فى المساجد
ولقد أخبر النبى (صلى الله عليه وسلم):[ أن الملائكة تصلى على الشخص الذى يأتى المسجد للصلاة فتقول:اللهم صلى عليه اللهم ارحمه مالميؤذ فيه مالم يحدث فيه. قيل: وما يحدث؟ قال: يفسو أو يضرط ]
وقال (صلى الله عليه وسلم): [ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو أدم ]
---------------------------------
7- < التبرير و إعلان العزاء فى الميكروفون >
ومن بدع المساجد الدائر أمرها بين الكراهة والحرمة ما يسمى بالتبرير وهو تلاوة المؤذنين على نحو المنارات بأصوات مرتفعة عند موت عالم أيات من سورة "الإنسان" (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا)""الانسان 5""
وكذلك ففى كثير من المناطق الريفية إذا مات واحد منهم فإنهم يعلنون فى الميكروفون الخاص بالمسجد عن وفاة فلان بن فلان. وهذا مخالف للسنة ؛ لأن المساجد لم تجعل لمثل هذا.
وعلى الجملة فمثار هذه البدعة ما كانت تفعله الجاهلية من النعى كانو يرسلون من يعلم بموته على أبواب الدور والأسواق
قال فى سبل السلام: من النعى المنهى عنه النعى من أعلى المنارات فى هذه الأعصار فى موت العلماء.
---------------------------------
8-< قراءة سورة الكهف يوم الجمعة على الملأ >
ومن البدع قراءة سورة الكهف يوم الجمعة بصوت مرتفع وترجيع كترجيع الغناء والناس ما بين راكع وساجد وذاكر وقارئ ومتفكر ،...وناهيك ما يكون من العوام من رفع أصواتهم استحسانا لألحان القارئ من غير مبالاة بحرمة المكان والقرأن ، وهذا كله مذموم لا يحل.
---------------------------------

(إرشاد السالكين إلى أخطاء المصلين)
9- < تسامر الناس بحديث الدنيا >
إن الاسلام لم يمنع الكلام المباح فى المسجد ما لم يكن فيه تشويش على المتعبدين فى المسجد ولكن على أن لا يكون فيه إعراض عن الصلاة أو التشاغل عنها.
فعن سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال:نعم، كثيرا كان لا يقوم من مصلاه الذى يصلى فيه الصبح أو الغداة، حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس، قما وكانو يتحدثون، قيأخذون فى أمر الجاهلية، فيضحكون ويبتسم...
وهذا محمول على الكلام الذى لا يشوش على الاخرين، ولا يمنع الانسان من فعل المأمور به. وقد يكون النبى (صلى الله عليه وسلم) قد تركهم من باب التدرج فى الدعوة...والله أعلم.
""""فائدة هامة""""
بعض الناس يمنع الكلام فى المسجد عامة ما لم يكن ذكرا بحديث يرفعونه إلى النبى (صلى الله عليه وسلم) نصه:
[ الكلام فى المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب] وهو حديث لا أصل له.
قال العراقى: لم أقف له على أصل
وقال تقى الدين السبكى : لم أجد له إسنادا
.
------------------------------
10- < رفع الصوت فى المسجد >
ومن المخالفات المكروهة تسامر الناس فى المساجد بحديث الدنيا وربما علت أصواتهم وارتفع ضحكهم وكثر تصفيقهم الحاد وتصفيرهم المزعج، وفى هذا هتك لحرمة بيوت الله تعالى التى أعدها لعبادته وفيه أيضا إيذاء للمصلين ومنع للمتعبدين.وقد نهى النبى (صلى الله عليه وسلم) عن رفع الصوت فى المسجد.
فعن أبى سعيد الخدرى [ إعتكف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض فى القراءة ]
وهذا النهى وقع عند رفع أصواتهم بالذكر والقرأن، فكيف إذا كان بكلام فيه ما فيه من الحرمة والتشويش.
------------------------------
11- < نشد الضالة فى المسجد >
بعض الناس إذا ضاع منه شئ فإنه يذهب الى المسجد ويطلب من القائمين عليه أن يعلنو فى الميكروفون عن ضالته..وهذا خطأ؛ لأن النبى (صلى الله عليه وسلم) نهى عن ذلك.
قال (صلى اتلله عليه وسلم):[ من سمع رجلا ينشد ضالق فى المسجد فليقل: لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبنى لهذا ].
وفى روايه [ إنما بنيت المساجد لما بنيت له ]
قال الإمام النووى - رحمه الله - : فى هذا الحديث فوائد منها:
النهى عن نشد الضالة فى المسجد ويلحق به ما فى معناه من البيع والشراء والإجارة ونحوها من العقود وكراهة رفع الصوت فى المسجد.
وقوله (صلى الله عليه وسلم): [ إنما بنيت المساجد لما بنيت له ]معناه لذكر الله تعالى والصلاة والعلم والمذاكرة فى الخير ونحوها.
------------------------------
12- < البيع والشراء فى المسجد >
بعض الناس يبيعون ويشترون فى المسجد .. ولقد نهى النبى (صلى الله عليه وسلم) عن ذلك فقال : [ إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع فى المسجد فقولوا له: لا أربح الله تجارتك ].
------------------------------

( إرشاد السالكين إلى أخطاء المصلين )


13- < زراعة الأشجار فى المساجد >
قال الإمام الزركشى: ( يكره غرس الشجر والنخل وحفر الأبار فى المسجد لما فيه من التضييق على المصليين، ولأنه ليس من فعل السلف.
---------------------------
14- < وضع الإعلانات التجارية داخل المساجد >
كالإعلان عن رحلات تجارية للعمرة والحج، ووضع النتائج التى تعلن عن بعض السلع، وبخاصة إذا كانت محرمة كالدخان والخمور وشركات التأمين والبنوك وغيرها، فهذا كله من المخالفات ولا يليق بمكانة المسجد.
---------------------------
15- < إنشاد الشعر المحرم >
فعن ابن عمرو أن النبى (صلى الله عليه وسلم):[ نهى عن الشراء والبيع فى المسجد، وأن تنشد فيه ضالة، وأن ينشد فيه شعر.....].
وأما الشعر الحلال الذى يحث على الجهاد وغيره من مكارم الدين، فلا بأس به، بشرط ألا يطغى على اللإنسان بحيث يشغله عن القرأن وبشرط ألا يؤثر على من يصلى فى المسجد.
فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن عمر رضى الله عنه مر بحسان ينشد فى المسجد فلحظ اليه، فقال:قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبى هريرة فقال:أنشدك بالله أسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: أجب عنى اللهم أيده بروح القدس)
---------------------------
16- < وضع الدكة فى المجسد للمبلغ >
ومن البدع المذمومة الدكة التى يصعد عليها المؤذنون والمبلغون وقارئ سورة الكهف يوم الجمعة، وكذا الكرسى الذى يعد لذلك فى معظم المساجد.
---------------------------
17- < تزيين المساجد بالأنوار والزهور عند المناسبات >
وهذا الفعل لم يكن من هدى السلف - رحمة الله عليهم. فتعظيم بيوت الله يكون بكثرة العبادة والذكر فيها ، لا بكثرة الزخارف والأنوار..بل إن هذا الفعل يجعل المسلم متشبها بالكفار فيما يصنعون ببيعهم وكنائسهم، وقد نهى النبى (صلى الله عليه وسلم) عن التشبه بهم.
---------------------------
18- < كثرة المساجد فى الحى الواحد >
قال السيوطى فى كتاب (الأمر بالاتباع والنهى عن الابتداع): ومن تلك المحدثات كثرة المساجد فى المحلة الواحدة، وذلك لما فيه من تفريق الجمع وتشتيت شمل المصلين وحل عروة الانضمام فى العبادة وذهاب رونق وفرة المتعبدين وتعديد الكلمة واختلاف المشارب ومضادة حكمة مشروعية الجماعات أعنى اتحاد الأصوات على أداء العبادات وعودهم على بعض بالمنافع والمضارة بالمسجد أو شبه المضارة أو محبة الشهرة والسمعة وصرف الأموال فيما لا ضرورة فيه. ا.ه.
---------------------------
19- < استخدام أدوات المسجد فى أماكن أخرى >
ومما يتعلق بالمساجد أيضا: ما يحدث من بعض الناس وهو أنهم يأخذون بعض ما فى المسجد من المراوح المتنقلة، وكذا المكانس، وأحيانا مكبرات الصوت لاستخدامها فى أماكن أخرى كالمناسبات العامة.
قال الإمام ابن النحاس -رحمه الله تعالى - : ( ومنها عاريه حصر المسجد وقناديله فى الولائم والأفراح، وذلك لا يجزز ) ؛لأنه وقف على المسجد.
---------------------------
20- < اتخاذ ساعات ذات أجراس عالية أو ناقوسية >
قال الألبانى: ( ومن المخالفات: اتخاذ ساعات ذات أجراس ناقوسية لها دقات منتظمة كدقات نواقيس النصارى ).
---------------------------
21- < اتخاذ المسجد طريقا للمرور منه >
ومن امخالفات أيضا: أن يتخد أحدنا المسجد طريقا للمرور من مكان إلى مكان...وقد نهى النبى (صلى الله عليه وسلم) عن ذلك فقال: [ لا تتخذوا المساجد طرقا إلا لذكر أو صلاة ]
---------------------------
22- < اختلاط النساء بالرجال فى المسجد (فى الأفراح) >
وهذا مما عمت به البلوى.. فبعض الناس إذا أرادو توفير المال الذى يدفعونه فى الفنادق والنوادى قالو: نقيم الفرح فى المسجد-وليست نيتهم إقامة السنة، ولو كانت نيتهم كذلك لأقاموا الواجب قبل السنة فألزمو بناتهم وأزواجهم بالحجاب الشرعى-فينشأ عن ذلك اختلاط الشباب بالفتيات داخل بيت الله وحدوث الفتنة، بل ويمتد الأمر الى التصوير بالكاميرات والفيديو والغناء المحرم...فإنا لله و إنا إليه راجعون.

( إرشاد السالكين إلى أخطاء المصلين )

23- < الجهر بقراءة القرأن فى المسجد >
مما يؤثر على المصلين الذين يصلون فى المسجد...وهذا خطأ عظيم. فالكل يناجى ربه ولا ينبغى أبدا أن يطغى صوت أحد على أحد.
---------------------
24- < غلق المساجد بعد الصلاة لغير الضرورة >
إن الله تعالى يقول: (( ومن أظلم من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها )) ""البقرة 114"" والتخريب كما يكون بالهدم يكون بمنع المصلين والمتعبدين من دخولها.
إذا عرفت هذا تعلم أن من البدع التى لا شك في حرمتها غلق كثير من المساجد فى كل الأوقات ماعدا أول وقت. فربما أدى ذلك إلى تضييع الصلاة فقد لا يستيسر له المبادرة إليها أول الوقت. ولا يخفى أن هذا صد عن سبيل الله تعالى وسعى فى خرابها ومنع من زيارة الله تعالى فى بيوته.
( نعم ) يباح غلقها فى غير أول الوقت لخوف أمتهانها بنحو دخول الأطفال والبهائم فيها وفعل الفسق أو خشية ضياع ألاتها بشرط أن لا تدعو إلى فتحها كتعليم العلم أو وجود معتكف فيها يتضرر بغلقها وإلا حرم غلقها وإن خيف الامتهان أو الضياع (نعم) إذا تيقن أحد الأمرين جاز الغلق فإن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح.
---------------------
25- < منع دروس العلم وطلبة العلم من المسجد >
وقد نشأ عن البدعة السابقة تلك البدعة ألا وهى طرد المصلين أو طلاب العلم عقب صلاة العشاء، ومنعهم من طلب العلم،وإطفاء المراوح والأنوار عليهم من أجل الإسراع فى الصلاة لإغلاق المسجد، وقد كانت السنة فتح المساجد مطلقا فى كل الأوقات؛لأن ذلك هو المأثور عن مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)فى زمنه وزمن الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين0
---------------------
26- < اتخاذ المحاريب وزخرفتها >
وهذا من المخالفات الشرعية؛لأنه لم يثبت عن النبى (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ومن تبعهم أنه اتخذ محرابا فى المسجد.. بل إن النبى (صلى الله عليه وسلم)نهى عن ذلك فقال: [ اتقوا هذه المذابح-يعنى المحاريب-].
وتشتد الكراهة إذا زخرفت تلك المحاريب لأن هذا مدعة لانشغال المصلين بزخرفتها ولخروج الخشوع من قلوبهم، فلا حاجة إذن لتلك المحاريب، بل إننا بدلا من بنائها وزخرفتها يجد علينا أن ندفع هذا المال إلى يتامى المسلمين لنسد جوعهم.

[ إرشاد السالكين إلى أخطاء المصلين ]

27-< علو المنابر وارتفاعها نحو السقف وامتدادها >
إن المنبر الشرعى الذى خطب عليه النبى (صلى الله عليه وسلم) وصحبه الكرام لم يزد عن درجتين والمستراح، وبهذا لا يقطع الصفوف، ويتمكن الحاضرون من رؤية الخطيب. أما ارتفاعه فيؤدى إلى أختفاء الخطيب وخاصة ما يضعه بعض الجهال من البيارق، ورفع حائطى المنر، ووضع قبة فى أعلاه، وكذلك امتداده يؤدى إلى قطع صف أو صفين عند إقامة الصلاة، فضلا عن الإسراف والبذخ فى صناعته، والمسلمون فى حاجة إلى هذا المال.
قال (صلى الله عليه وسلم):[ من وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله ].
---------------------------
28- < قراءة بعض أيات أو سور بين الأذان والإقامة >
هذا العمل أيضا من البدع المحرمة، حيث لا أصل لها ولا سند، ويؤدى فعلها إلى التشويش على المصلين الذين يؤدون السنة الراتبة. وقد سبق التنبيه على أن هذا يذهب بهاء الخشوع، ويبنى على الأدلة السابق ذكرها فى بدعة القراءة قبل صلاة الجمعة.
---------------------------
29- < تشييد المنارات >
لا شك أن تشييدها وبخاصة تعددها فى المسجد الواحد يؤدى إللى الاسراف... وفقراء المسلمين فى حاجة إلى هذا المال ، فضلا عن كونها لا أصل لها من هدى النبى (صلى الله عليه وسلم) ولا عند أصحابه - رضى الله عنهم - .
والمسلمون المعاصرون يهتمون بتشييدالمنارات على أرقى مستوى، بل قد يتكلف بإقامتها شخص واحد، وقصدهم من ذلك هو إعلاء كلمة الله ، وإظهار المساجد، ومع هذا القصد لا يخلةو الأمر من كراهة لعدم إقامتها فى صدر الإسلام- والله وحده من وراء القصد - .
---------------------------
30- < السؤال فى الماجد (الشحاذة) >
وهذه عادة مذمومة فى أى مكان فما ظنك بها فى بيت الله - جل و علا -.
---------------------------
31- < التدخين داخل دورات المياه فى المساجد >
وعلى لارغم من أن التدخين حرام فى كل زمان و مكان، إلا أنه يزداد حرمة إذا كان فى بيت الله.
فتجد كتيرا من المصلين إذا دخل الخلاء فى المسجد أشعل الدخان، بل أن بعضهم يدخل المسجد و(السيجارة فى فمه) حتى إذا وصل إلى مكان الصلاة أطفأ السيجارة، ودخل مباشرة فى الصلاة،ويزعج إخوانه المصلين برائحة الدخان.
***********************************
وهنا يكون أنتهى الباب الأول بحمد الله تعالى

( إرشاد السالكين إلى أخطاء المصلين )
ولكن سوف أختصر بعض العناصر وأشرح الأخرى وسوف أركز إن شاء الله على العناصر المؤثرة والمهمة التى تتكرر بيننا يوميا والهدف من هذا هو الألمام بأخطاءنا فى الصلاة وتعديلها لكى نصلى بطريقة صحيحة إن شاء الله ((( يتقبل الله منى و منكم جميعا وجزاكم الله كل الخير )))
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
زخرفة المساجد
إن السنة فى بناء المساجد : القصد وعدم الغلو
قال ابن عباس _ رضى الله عنهما_ لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى).
وكذلك فإن الزخرفة سبب للمباهاة وطلب السمعة والرياء، ولذا قال (صلى الله عليه وسلم):[ لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس فى المساجد ]
------------------------
اتخاذ القبور مساجد
قال (صلى الله عليه وسلم): [ لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور
انبيائهم مساجد ]
وقد اتفقت المذاهب الأربعة كلها على تحريم اتخاذ القبور مساجد
وأما عن حكم الصلاة فى تلك المساجد التى بها قبور.
فقد قال العلماء: إن كان الرجل يدخل ذلك المسجد من أجل التبرك بالقبر و صاحبه، وطلب العون والمدد فلا شك فى بطلان صلاته.
وأما إن كان يدخل المسجد من أجل الصلاة فحسب: فقد ذهب جمهور العلماء إلى كراهة الصلاة فى تلك المساجد؛ لأن ذلك فيه تشبه باليهود والنصارى، بل قد يكون ذلك بابا للدخول فى تعظيم القبور والوقوع فى الشرك.
وذهب الإمام ابن تيمية وابن القيم إلى بطلان الصلاة فى تلك المساجد
وذهب الشيخ الألبانى إلى الكراهة دون البطلان.
----------------------
الصلاة فى الأماكن التى بها تصاوير
عن عائشة_رضى الله عنها_قالت: قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم)يصلى فى خميصة ذات أعلام.فنظر إلى علمها فلما قضى صلاته قال:[ اذهبو بهذه الخميصة إلى أبى جهم وائتونى بأنبجانية فإنها ألهتنى انفا فى صلاتى ]
قال الطسبى: فيه إيذان بأن للصور والأشياء الظاهرة تأثيرا فى القلوب الطاهرة والنفوس الزكية يعنى فضلا عمن دونها.
ولذلك كره العلماء الصلاة فى الأماكن التى بها تصاوير؛ لأنها تلهى المصلى وتخرجه عن دائرة الخشوع فى الصلاة.----------------------
الصلاة فى أعطان الإبل
والمعاطن هى : مبرك الأبل حول الماء.
ولقد جاء النهى الصريح من النبى (صلى الله عليه وسلم)عن الصلاة فى معاطن الأبل.
فقال (صلى الله عليه وسلم): [ صلو فى مرابض الغنم ولا تصلو فى أعطان الأبل ].
والحديث يدل على جواز الصلاة فى مرابض الغنم، وعلى تحريمها فى معاطن الأبل،وإليه ذهب أحمد بن حنبل فقال: لاتصح بحال، وقال: من صلى فى عطن إبل أعاد أبدا.
وسئل مالك عمن لا يجد إلا عطن إبل، قال: لا يصلى فيه ، قيل: فإن بسط عليه ثوبا. قال: لا. وقال ابن حزم : لا تحل فى عطن إبل.

الصلاة فى مواضع الخسف والعذاب

قال (صلى الله عليه وسلم): [ لا تدخلو على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلو عليهم لا يصيبكم ما أصابهم ]
وعن عبد الله ابن أبى المحل قال: ( كنا مع على فمررنا على الخسف الذى ببابل فلم يصلى حتى اجازه)أى تعداه....ومن طريق أخرى عن على قالما كنت لأصلى فى أرض خسف الله بها ثلاث مرار)
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الصلاة فى الأرض المغصوبة

أجمع الفقهاء على حرمة الصلاة فى الأرض المغصوبة ؛ لأن اللبث فيها فى غير الصلاة محرم، فالصلاة أولى بالتحريم،وفى صحة تلك الصلاة خلاف، يرى جمهور الفقهاء والاصوليين أنها صحيحة مجزئة يسقط بها الفرض، وهذا قول الشافعية والمالكية والأحناف.
ذهب الحنابلة الى عدم صحة الصلاة فى المشهور عندهم.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الصلاة فى المقبرة والحمام

قال (صلى الله عليه وسلم): [ الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام]
قال ابن حزم (أحاديث النهى عن الصلاة إلى القبور والصلاة فى المقبرة أحاديث متواترة لا يسع أحد تركها ).
وحكمة المنع من الصلاة فى المقبرة. قيل: هو ما تحت المصلى من النجاسة.
وقيل: لحرمة الموتى...وحكمة المنع من الصلاة فى الحمام أنه يكثر فيه النجاسات وقيل : أنه مأوى الشيطان.

اليوم بإذن الله ( سبحانه وتعالى ) نبدأ فى جزء جديد من كتاب
*** إرشاد السالكين إلى أخطاء المصلين ***
((((( مخالفات فى مواقيت الصلاة ))))))

**********************************

القول بأن صلاة المغرب ممتدة إلى العشاءيظن كثير من المصلين أن وقت صلاة المغرب ممتد إلى صلاة العشاء. وهذا خطأ؛ لأن وقت صلاة المغرب يبدأ من مغيب الشمس إلى مغيب الشفق الأحمر، وذلك لقول النبى (صلى الله عليه وسلم): [...ووقت المغرب مالم يغب الشفق ].
وفى رواية البهيقى: ( وقت صلاة المغرب إذا غابت الشمس مالم يسقط الشفق ).


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
القول بأن صلاة العشاء ممتدة إلى الفجر

أكثر المصلين يعتقدون أن صلاة العشاء ممتدة إلى الفجر ولذا نجد أكثرهم يؤخر الصلاة إلى الوقت الذى يراه مناسبا.
واستدلو على ذلك بقول النبى (صلى الله عليه وسلم): [ أما إنه ليس فى النوم تفريط، وإنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجئ وقت الصلاة الأخرى ]
قال الشيخ الألبانى: والحديث لا دليل فيه على ما ذهبوا إليه، إذ ليس فيه بيان أوقات الصلاة، ولا سيق من أجل ذلك، وإنما لبيان إثم من يؤخر الصلاة حتى يخرجها عامدا عن وقتها مطلقا، سواء كان يعقبها صلاة أخرى مثل العصر مع المغرب أم لا.
وإذ قد ثبت أن الحديث لا دليل فيه على امتداد وقت العشاء إلى الفجر ، فإنه يتحتم الرجوع إلى الاحاديث الأخرى التى هى صريحة فى تحديد وقت العشاء مثل قوله (صلى الله عليه وسلم):[ ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط..].رواه مسلم وغيره، وقد مضى بتمامه فى الكتاب، ويؤيده ما كتب به عمر بن الخطاب إلى أبى موسى الأشعرى: (...وأن صل العشاء ما بينك وبين ثلث الليل ، وإن أخرت فإلى شطر الليل، ولا تكن من الغافلين).
فهذا الحديث دليل واضح على أن وقت العشاء إنما يمتد إلى نصف الليل فقط ، وهوالحق، ولذلك اختاره الشوكانى فى ((الدرر البهية))، فقال (..واخر وقت صلاة العشاء نصف الليل).
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
خطأ عند قضاء الفوائت
بعض المصلين إذا فاتته صلاة المغرب مثلا ؛ فإنه يقضيها مع صلاة المغرب فى اليوم الذى يليه، وهذا خطأ جسيم؛ لأن النبى (صلى الله عليه وسلم)قال: [ إنه ليس فى النوم تفريط إنما التفريط فى اليقظة، فإن نسى أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها ].
وذلك لأنه لا تدرى متى تأتيك المنية؛ فلابد أن تقدم حق الله على كل شئ .

الصلاة فى الأوقات المنهى عنها

بعض المصلين يصلون النوافل أحيانا فى الأوقات التى نهى النبى (صلى الله عليه وسلم) وهذا خطأ واضح منهم لأن النوافل لا تصلح فى كل الأوقات بل هناك أوقات نهى فيها عن التنفل .
وعن عمرو بن عبسة قال: قلت: يانبى الله أخبرنى عن الصلاة، قال: [ صلى صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس وترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرنى شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صلى فإن الصلاة مشهودة محضورة حين يستقل الظل بالرمح ، ثم أقضر عن الصلاة، فإن حينئذ تسجر جهنم، فإذا أقبل الفئ فصلى ، فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلى العصر، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب فإنها تغرب بين قرنى شيطان ، وحينئذ يسجد لها الكفار ]...رواه أحمد و مسلم؛ ولأبى داود نحوه وأوله عنده ، قلت : يارسول الله أى الليل أسمع؟ قال: [ جوف الليل الاخر فصلى ما شئت ، فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلى الصبح ].
قوله: (وترتفع)فيه ان النهى عن الصلاة بعد الصبح لا يزول بنفس طلوع الشمس ، بل لابد من الارتفاع.
والحديث يدل على كراهة التطوع بعد صلاة العصر والفجر وعلى كراهتها أيضا عند طلوع الشمس ، وعند قائمة الظهيرة و عند غروبها.
وعن عقبة بن عامر قال : ثلاث ساعات نهانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نصلى فيهن، أو نقبر فيهن موتانا : حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة، وحين تضيف للغروب حتى تغرب.
قال الإمام الشوكانى: واختلفوا فى النوافل التى لها سبب كصلاة التحية وسجود التلاوة والشكر وصلاة العيد والكسوف وصلاة الجنازة وقضاء الفوائت ،...ومذهب الشافعى وطائفة جواز ذلك كله بلا كراهة، ومذهب أبى حنيفة وأخرين أنه داخل فى النهى لعموم الحديث.
وأما الفوائت من الفرائض فذهب جمهور العلماء إلى جواز قضائها فى أى وقت حتى فى الأوقات المنهى عنها ، وذلك لقول النبى (صلى الله عليه وسلم) [ من نسى صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها ]
وفى روايه: [ من نسى الصلاة فليصلها لإذا ذكرها فإن الله قال < وأقم الصلاة لذكرى > ]
- أما عن صلاة الجنازة ، وهل هى تدخل فى عموم النهى.
قال الألبانى: فالواجب تأخير دفتن الجنازة حتى يخرج وقت الكراهة إلا إذا خيف تغير الميت.

مخالفات المصلين فى اللباس >>>>>>>>

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


إسبال الثياب


وإسبال الثياب إن كان للخيلاء فهو حرام، وإن كان بغير قصد فهو مكروه ( وهذا إن كان فى غير صلاة ، فإن كان فى الصلاة فهو أشد كراهة )
قال (صلى الله عليه وسلم): [ من أسبل إزاره فى صلاته خيلاء فليس من الله فى حل ولا حرام ]
وإن كان لغير الخيلاء فقد قال (صلى الله عليه وسلم): [ما أسفل الكعبين من الإزار ففى النار ]
وقد تهاون كثير من المصلين فى هذا الأمر حتى وصل بهم الأمر أنهم لا يتوبون من تلك المعصية بل ويسخرون من كل من يقصر ثيابه تشبها بالنبى (صلى الله عليه وسلم).
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): [ ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره ، والمنان الذى لا يعطى شيئا ألا منه ، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر - وفى لفظ أخر : بالحلف الكاذب ].

********************************

الصلاة فى الثياب الرقيقة

إننا نجد كثير من المصلين يأتى أحدهم صلاته بلباس شفاف أو رقيق ، بحيث تبدو عورته أو يشف الثوب عما تحته..
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - عن ثوب السلك الشبه شفاف هل يستر العورة أم لا وهل تصح الصلاة والمسلم لابسه ؟
فأجاب _ رحمه الله تعالى _ بقوله : إذا كان الثوب المذكور لا يستر البشرة لكونه شفافا أو رقيقا ، فإنه لا تصح الصلاة فيه من الرجل إلا أن يكون تحته سراويل أو إزار يستر ما بين السرة والركبة.. وأما المرأة فلا تصح صلاتها فى مثل هذا الثوب إلا أن يكون تحته ما يستر بدنها كله . أما السراويل القصيرة تحت الثوب المذكرو فلا تكفى . وينبغى للرجل إذا صلى فى مثل هذا الثوب أن تكون عليه (فنيلة) أو شئ أخر يستر المنكبين أو أحدهما لقول النبى (صلى الله عليه وسلم): [ لا يصلى أحدكم فى الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شئ ]متفق على صحته..

********************************

الصلاة لمن كشف عاتقيه


وهذه المخالفة تظهر بشدة عند المحرمين الذين يذهبون للحج أو العمرة فتجده يلقى رداءه على الأرض ويصلى بالإزار مع أن النبى (صلى الله عليه وسلم) نهى عن ذلك فقال : [ لا يصلين أحدكم فى الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شئ ].
والعاتق: مابين المنكب إلى أصل العنق.
قال مالك وأبو حنيفة والشافعى - رحمهم الله تعالى - والجمهور: (( هذا النهى للتنزيه لا للتحريم ، فلو صلى فى ثوب واحد ساتر لعورته ليس على عاتقه منه شئ صحت صلاته مع الكراهة سواء قدر على شئ يجعله على عاتقه أم لا )).
وقال أحمد وبعض السلف - رحمهم الله تعالى - : (( لا تصح صلاته إذا قدر على وضع شئ على عاتقه إلا بوضعه لظاهر الحديث )).
__________________

صلاة مكشوف العورة


قال تعالى : (( يابنى أدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ))_ الأعراف 31 _
فعورة الرجل ما بين السرة إلى الركبة ، ولهذا فالسرة والركبة ليستا بعورة.
أما عورة المرأة فى الصلاة : فعليها أن تغطى جسدها كله فى الصلاة ما عدا الوجه والكفين.
قال الامام ابن تيمية : وأما صلاة الرجل بادى الفخدين مع القدرة على الإزار فهذا لا يجوز... وقد أختلف فى وجوب ستر العورة إذا كان الرجل خاليا، ولم يختلف فى أنه فى الصلاة لابد من اللباس.
فلا ينبغى التردد فى كون الفخذ عورة ترجيحا للأدلة القولية، فلا جرم أن ذهب إليه أكثر العلماء.

***************************

كف الشعر والثوب وعقص الرأس


عن ابن عباس _ رضى الله عنهما _ قال: قال(صلى الله عليه وسلم): [ أمرت أ، أسجد على سبع ولا أكفت الشعر ولا الثياب ].
قال الإمام النووى: وقوله (صلى الله عليه وسلم):[ لا نكفت الثياب ولا الشعر]هو بفتح النون وكسر الفاء أى لا نضمها ولا نجمعها، والكفت: الجمع أو الضم، ومنه قوله تعالى ( ألم نجعل الأرض كفاتا)أى نجمع الناس فى حياتهم وموتهم (( ورأسه معقوص )) اتفق العلماء على النهى عن الصلاة وثوبه مشمر أو كمه أو نحوه أو رأسه معقوص أو مردود شعره تحت عمامته أو نحو ذلك فكل هذا منهى عنه باتفاق العلماء وهو كراهة تنزيه فلو صلى كذلك فقد أساء وسحت صلاته.
قال العلماء: والحكمة فى النهى عنه أن الشعر يسجد معه.
وقال ابن حجر: ( والمراد أنه لا يجمع ثيابه ولا شعره وظاهره يقتضى أن النهى عنه فى حالة الصلاة)
وقال فى رجل صلى ورأسه معقوص من ورائه:
( إنما مثل هذا الرجل الذى يصلى وهو مكتوف ). وقال أيضا: (ذلك كفل الشيطان: يعنى مقعد الشيطان يعنى : مغرز ظفره).
و (كان لا يفترش زراعيه)، بل (كان يرفعهما عن الأرض ويباعدهما عن جنبيه حتى يبدو بياض إبطيه من ورائه)، (وحتى لو أ، بهمة أرادت أن تمر تحت يديه مرت).
وكان يبالغ فى ذلك حتى قال بعض أحابه: (إذا كنا لنأوى لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) مما يجافى بيديه عن جنبيه إذا سجد).

***************************

اعتقاد عدم جواز الصلاة فى النعال


وهذا اعتقاد سائد بين الناس أن الصلاة فى النعال لا تجوز وهذا فهم خاطئ لأن النبى (صلى الله عليه وسلم) أمر بالصلاة فى النعال
فقال: [ خالفو اليهود فإنهم لا يصلون فى نعالهم ولا خفافهم ]
والأوامر هنا مصروفة من ظاهرها إلى الاستحباب وذلك لحديث أبى هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)قال: [ إذا صلى أحدكم فليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجليه ولا يؤذ بهما غيره ].
وعن يزيد الأزدى قال: سألت أنس بن مالك : أكان النبى (صلى الله عليه وسلم) سصلى فى نعليه؟ قال: نعم.

***************************

السلاة فى ثوب من حرام

بعض الناس الذين يتاجرون فى السلع المحرمة أو يعملون فى أماكن تصنع السلع المحرمة فيصبح راتبهم كله من الحرام فهو يأكل من حرام ويلبس من حرام وبالتالى فهو يصلى فى ثياب جاءت من المال الحرام.
والسؤال هنا : ما جزاء من يصلى فى ثوب مغصوب أو من حرام؟؟؟؟
روى أن من اشترى ثوبا بعشرة دراهم وفيه درهم من حرام لم يقبل الله له صلاة ما دام عليه.
وعن أبى هريرة_ رضى الله عنه_قال: (لأن يجعل أحدكم فى فيه ترابا خير من أن يجعل فى فيه حراما)

***************************

الصلاة فى الثياب الضيقة التى تجسد العورة

ومن المخالفات التى انتشرت كانتشار النار فى الهشيم _لبس الملابس الضيقة بين الرجال_ مما يترتب عليه تجسيد العورة الأمامية والخلفية. وتلك الملابس تجعل من يلبسها لا يستطيع بحال من الأحوال أن يخشع ويطمئن فى صلاته ، لأن الملابس تسبب له ضيقا فى الركوع والسجود.وبالتالى فإنه بذلك يجعل صلاته عرضة لعدم القبول لأن الخشوع ركن من أركان الصلاة...فالنبى (صلى الله عليه وسلم)قال للمسئ فى صلاته عندما ترك الخشوع والأطمئنان: (ارجع فصلى فإنك لم تصلى....)

سدل الثوب فى الصلاة


وهذا من المخالفات لأن النبى (صلى الله عليه وسلم) نهى عن ذلك.
فعن أبى هريرة (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)نهى عن السدل فى الصلاة.
فقيل: (أن يرسل الثوب حتى يصيب الأرض قاله الشافعى والخطابى)
وقيل: (أن يرخى الرجل ثوبه على عاتقيه ثم لا يمسه قاله الامام أحمد)
وقيل: (أن يلتحف بثوبه ويدخل يديه من داخل فيركع ويسجد وهو كذلك قاله ابن الأثير)
وقيل: (هو إسبال الرجل ثوبه من غير أن يضم جانبيه بين يديه فإن ضمه فليس بسبل قاله أبو عبيد)
ومعنى ذلك أنه لا بأس إذا كان جانبا الثوب مضمومين مع عدم إدخال اليدين فى الكمين فلا يعتبر إسدالا مثل (العباءة)
وقال الشوكانىبعد ذكر الأقوال السابقة: ولا مانع من حمل الحديث على جميع هذه المعانى إذا كان السدل مشتركا بينها وحمل المشترك على جميع معانيه ، هو المذهب الأقوى)
فمن السدل وضع الجاكيت على الكتفين دون إدخال اليدين ومنه أيضا وضع المنديل وغيره على الكتفين...
وقالت الظاهرية: (يحرم السدل فى الصلاة وحمل الجمهور النهى فيه عن الكراهة)

********************************


لبس الذهب والحرير والإستبرق والديباج ( للرجال )


إن تلك الأشياء حلال للنساء ولكنها محرمة على الرجال.
فقد قال (صلى الله عليه وسلم): [ أحل الذهب والحرير لإناث أمتى وحرم على ذكورها ].
أما بالنسبة للرجال فجاء النهى الصريح من النبى (صلى الله عليه وسلم).
فعن البراء قال: (نهانا النبى (صلى الله عليه وسلم) عن سبع : نهى عن خاتم الذهب أو قال حلقة الذهب والحرير والإستبرق والديباج والميثرة الحمراء والقسى وأنية الفضة ).
وعن عمر أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: [ لا تلبسوا الحرير فإنه من لبسه فى الدنيا لم يلبسه فى الأخرة ].

&& مسأله هامة &&

ورد الترخيص فى لبس الحرير لعذر أو مرض.
فعن أنس _ رضى الله عنه_: (أن النبى (صلى الله عليه وسلم) رخص لعبد الرحمن بن عوف والزبير فى قميص من الحرير من حكة كانت بهما)
(ورخص ابن عوف والزبير فى قميص الحرير عندما شكوا القمل)
********************************


صلاة مكشوف الرأس

يكره للمصلى أن يصلى كاشفا رأسه لأن ذلك مخالفا لهدى النبى (صلى الله عليه وسلم).
قال الشيخ الألبانى معلقا على قول ابن عباس _ رضى اللع عنهما_ أن النبى (صلى الله عليه وسلم) كان ربما نزع قلنسوته فجعلها سترة بين يديه.
قلت : الحديث لا يصح الاستدلال به على الكشف لوجهين:
الأول- أنه حديث ضعيف ويكفى للدلاله على ذلك تفرد ابن عساكر به، وقد كشفت عن علته فى (الضعيفة)
الثانى- أنه لو صح فلا يدل على الكشف مطلقا فإن ظاهره أنه كان يفعل ذلك عند عدم تيسر ما يستتر به لأن اتخاذ السترة أهم للإحاديث الواردة فيه
ولكن الضابط هنا أن من صلى كاشفا رأسه فصلاته جائزة مع الكراهة لأن ستر الرأس فى الصلاة من متممات الزينة التى أمرنا بها الله حيث قال: (( يابنى أدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )) **الأعراف 31 **

********************************


الصلاة فى الثوب الذى به تصاوير


عن عائشة _ رضى الله عنها _ قالت : قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلى فى خميصة ذات أعلام فلما قضى صلاته قال : أذهبوا بهذه الخميصة إلى أبى جهم بن حذيفة وأتونى بأنبجانية فإنها ألهتنى أنفا فى صلاتى.
ويكره تحريما الصلاة فى ثوب فيه تصاوير وكذلك يكره _ عند غير الحنفيين _ أن يكون بين يديه ما يشغله من صورة حيوان أو غيرها (لحديث) ابن عباس عن أبى طلحة أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال : [ لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة ].
وقال النووى: ( وأما الثوب الذى فيه صور أو صليب أو ما يلهى فتكره الصلاة فيه وإليه وعليه الحديث )
- ولقد ذهب بعض العلماء إلى بطلان الصلاة فى مثل تلك الثياب
وذهب أخرون إلى صحتها مع الكراهة.. وهذا هو الحق فى تلك المسألة.

وباب جديد بعنوان ( مخالفات عند قضاء الحاجة )


*******************************************


الوسواس فى الطهارة


بعض الناس يشق على نفسه فى الطهارة فيفتح الشيطان عليه طريقا الى الوسواس فتراه يبالغ فى التنزه من البول حتى يخرج وقت الصلاة ثم يظل وقتا طويلا يتوضأ وهو يظن أن وضوءه لم يتم .. وهذا كله من المخالفات التى يجب على المسلم أن ينتبه لها حتى يقطع كل طرق الشيطان عليه .

**********************

عدم ذكر الله عند دخول الخلاء والخروج منه


وهذا من المخالفات التى وقع فيها أكثر المسلمين _ إلا من رحم الله _ وهو من أسباب إيذاء الشيطان له لأن ترك الذكر غفلة عن الله تجعل الشيطان يسيطر عليه .
وأما السنة عند دخول الخلاء والخروج منه فهى كالأتى :
فعن أنس بن مالك _ رضى الله عنه _ قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل الخلاء قال: [ اللهم إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث ].
وفى روايه: ( كان إذا دخل الكنيف قال: بسم الله اللهم إنى إعوذ بك من الخبث والخبائث ).
أما من نسى هذا الذكر حتى دخل الخلاء فمتى يقوله:
- الذى يظهر والله أعلم أنه يقوله أيضا_ إذا كان نسيه_ إذا دخل مالم يجلس لقضاء حاجته فإذا جلس لقضاء حاجته فيستعيذ بقلبه لا بلسانه ففى صحيح مسلم أن رجلا مر ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يبول فسلم فرد عليه.
- وهذا من باب الكراهة وليس من باب التحريم لحديث عائشة (رضى الله عنها) قالت: (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يذكر الله على كل أحيانه).
وعن عائشة _ رضى الله عنها _ قالت: كان النبى (صلى الله عليه وسلم) إذا خرج من الخلاء قال: [ غفرانك ].

**********************

الكلام فى الخلاء


وهذا من المخالفات الشائعة بين المسلمين
ولقد أورد الامام الشوكانى فى (نيل الأوتار) بابا بعنوان: باب كف المختلى عن الكلام... وإستدل فيه بحديث ابن عمر _ رضى الله عنهما_ (أن رجلا مر ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يبول فسلم عليه قلم يرد عليه).
ثم قال الامام: وهو يدل على كراهية ذكر الله حال قضاء الحاجة ولو كان واجبا كرد السلام.
ولكن يجوز الكلام إذا كان لضرورة كإرشاد أعمى يخشى عليه من التردى أو غير ذلك من الأشياء الضرورية
وإذا عطس فإنه يحمد الله بقلبه تعظيما وتنزيها لذكر الله فى هذا المكان.

عدم الاستتار عند قضاء الحاجة


وهذا مما عمت به البلوى فكثير من الناس يقضون حاجتهم أمام الناس فى الطرقات لدرجة أن الناس يطلعون على عوراتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد نهى النبى (صلى الله عليه وسلم) عن ذلك فقال : [ لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة....] والذى يقضى حاجته أمام الناس يكون متسببا فى وقوعهم فى معصية النظر إلى عورته ( فهما فى الورز سواء).
وكان من هدى النبى (صلى الله عليه مسلم) عند قضاء الحاجة أنه كان يبتعد عن أعين الناس وأسماعهنم فلا يسمع له صوت ولا يشم له رائحة.
فعن جابر _ رضى الله عنه_ قالخرجنا مع النبى (صلى الله عليه وسلم) فى سفر فكان لا يأتى البراز حتى يغيب فلا يرى ).
وعن عبد الله بن جعفر قال: ( كان أحب ما استتر به النبى (صلى الله عليه وسلم) لحاجة: هدف أو حائش نخل).
قال الامام الشوكانى : والحديث يدل على استحباب أن يكون قاضى الحاجة مستترا حال الفعل بما يمنع من رؤية الغير له وهو على تلك الصفة.

******************************

استصحاب ما فيه ذكر الله


وهذا من المخالفات أيضا التى وقع فيها الكثير من الناس .
قال صاحب _الدين الخالص_ يندب لمن يريد التبرز أن ينحى عنه كل ما عليه معظم من اسم الله تعالى أو اسم النبى أوملك.
(وبهذا) قالت الأئمة الاربعة :فإن خالف كره له ذلك إلا لحاجة كأن يخاف عليه الضياع وهذا فى غير القرأن أما القرأن فقالوا: يحرم استصحابه فى تلك الحالة كلا أو بعضها إلا أن خيف عليه الضياع أو كان حرزا فله استصحابه ويجب ستره حينئذ ما أمكن

استقبال القبلة ببول أو غائط


وهذا الأمر لا يجوز والأدلة على ذلك كثيرة وسأكتفى بذكر حديث واحد.
فعن أبى أيوب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): [ إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ، ولكن شرقوا أو غربوا ] فقال ابو أيوب فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت مستقبل القبلة فننحرف عنها ونستغفر الله

**************************

استقبال الريح


وهذا من المخالفات وذلك لأنه بذلك يعرض نفسه لأن يصيبه رشاش البول فينجسه فتبطل صلاته بذلك .

**************************

قضاء الحاجة عند الجحور


وقد كره أهل العلم ذلك لما فيه من تعرض الأنسان للإذاء إذا خرجت عليه حية أو عقرب . فمن مقاصد الشريعة حفظ الانفس . فلا ينبغى أن يعرض الانسان نفسه لإذاء دواب الأرض أو أن يؤذها هو.
وعن قتادة عن عبد الله بن سرجس قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يبال فى الجحر قالوا.لقتادة: ما يكره من البول فى الجحر؟ قال: يقال: إنها مساكن الجن.

**************************

الإهمال فى إغلاق صنابير المياه أو تركها بدون إصلاح


يعد هذا معصية لأن الإهمال يؤدى إلى ضياع الماء الصالح من غير انتفاع به كما يؤدى صوت المياه المنهمر من الصبور إلى التشويش على المصلين وهذه ظاهرة تكثر فى المساجد الحكومية والحدائق العامة ولا يخفى علينا أن زيادة المياه فى المجارى تؤدى إلى طفحها فى الشوارع فتؤذى المارة فضلا عن الرائح الكريهة وتكاثر الذباب و البعوض الذى ينقل العدوى والإسلام يدعو إلى النظافة وينبذ الأسراف والإهمال فى كل شئ.

التخلى فى الموارد وقارعة الطريق والظل


وهذا أيضا مما عمت به البلوى فلقد شاع وانتشر _ وبخاصة فى المناطق الريفية _ ولقد نهى النبى (صلى الله عليه وسلم) عن ذلك.
عن ابى هريرة (رضى الله عنه)أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: [ اتقوا اللاعنين ، قالوا: وما اللاعنان يارسول الله؟ قال: الذى يتخلى فى طريق الناس أو ظلهم ].
قال الخطابى : المراد باللاعنين الأمران الجالبان للعن الحاملان الناس عليه والداعيان إليه ، وذلك أن من فعلها لعن وشتم يعنى عادة الناس لعنه فلما صار سببا أسند اللعن إليهما على طريق المجار العقلى وقد يكون اللاعن بمعنى الملعون أى الملعون فاعلها فهو كذلك فى المجاز العقلى.
وليس كل ظل يحرم قضاء الحاجة فيه فقد قضى النبى (صلى الله عليه وسلم) حاجته فى حايش النخل كما سلف وله ظل بلا شك.
والحديث يدل على تحريم التخلى فى طرق الناس وظلهم لما فيه من أذية المسلمين بتنجيس من يمر به ونتنه واستقذاره.
وعن ابى سعيد الحميرى عن معاذ بن جبل (رضى الله عنه) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): [ اتقوا الملاعن الثلاث: البراز فى الموارد وقارعة الطريق والظل ].
والمراد بالموارد: المجارى والطرق إلى الماء واحدها مورد.
والمراد بقارعة الطريق: أعلاه سمى بذلك لأن المارين عليه يقرعون بنعالهم وأرجلهم قاله ابن رسلان.
والمراد بالظل: الموضع الذى يستظل به الناس ويتخذونه مقيلا وينزلونه لا كل ظل.


************************

الاستنجاء بأقل من ثلاثة أحجار


وهذا من المخالفات التى لا يفطن إليها الكثير من المسلمين.
ولقد جاء النهى عن ذلك:
فعن عبد الرحمن بن يزيد قال: قيل لسلمان: علمكم نبيكم كل شئ حتى الخراءة، فقال سلمان: أجل نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول، أو أن نستنجى باليمين أو أن يستنجى أحدنا بأقل من ثلاثة أحجار أو أن يستنجى برجيع أو بعظم.

************************

الاستنجاء باليد اليمنى


وهذا أيضا من المخالفات التى وقع فيها الكثير و الكثير _إلا من رحم الله_ .
ولقد نهى النبى (صلى الله عليه وسلم )عن ذلك.. فعن عبد الرحمن بن يزيد قال: قيل لسلمان: علمكم نبيكم كل شئ حتى الخراءة، فقال سلمان: أجل نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول، أو أن نستنجى باليمين.....
قال الإمام النووى : قدأجمع العلماء على أنه منهى عنه، ثم الجماهير على أنه نهى تنزيه وأدب لا نهى تحريم.
وذهب بعض أهل الظاهر إلى أنه حرام قال: وأشار إلى تحريمه جماعة من أصحابنا ولا تعويل على إشارته قال: قال أصحابنا: ويستحب أن لا يستعين باليد اليمنى فى شئ من أحوال الاستنجاء إلا لعذر ، فإذا استنجى بماء صبه باليمنى ومسح باليسرى ، وإذا استنجى بحجر فإن كان فى الدبر مسح بيساره، وإن كان فى القبل وأمكنه وضع الحجر على الأرض أو بين قدميه بحيث يتأتى مسحه وأمسك الذكر بيساره ومسحه على الحجر ، وإن لم يمكنه واضطر إلى حمل الحجر حمله بيمينه وأمسك الذكر بيساره ومسح بها ، ولا يحرك اليمنى ....هذا هو الصواب .

************************

تعمد السلت والنتر والنحنحة


وهذا من مخالفات المصلين _ وبخاصة الموسوسين منهم الذين يشقون على أنفسهم _ .
قال الامام ابن القيم عن النبى (صلى الله عليه وسلم) وهديه فى ذلك:
كان يخرج من الخلاء ، فيقرأ القرأن ، وكان يستنجى، ويستجمر بشماله، ولم يكن يصنع شيئا مما يصنعه المبتلون بالوسواس من نتر الذكر والنحنحة والقفز ومسك الحبل وطلوع الدرج وحشو القطن فى الإحليل وصب الماء فيه وتفقده الفينة بعد الفينة ونحو ذلك من بدع أهل الوسواس.

************************

عدم الاستنزاه من البول


وهذه المخالفة يترتب عليها بطلان الصلاة دون أن يشعر الرجل الذى يقع فى تلك المخالفة.
وقد حذرنا النبى (صلى الله عليه وسلم) فقال : [ تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه ].
وعن ابن عباس (رضى الله عنهما): أن النبى (صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: إنهما يعذبان، وما يعذبان فى كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول.....)الحديث.
وفى رواية: [ أما أحدهما فكان لا يستنزه من بوله ].

اعتقاد عدم جواز الاستجمار مع وجود الماء


وهذا اعتقاد خاطئ لا دليل عليه.
قال الإمام ابن تيمية: ( ولا يكره الاقتصار على الحجر على الصحيح ).
وعن عائشة ( رضى الله عنها ) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: [ إذا ذهب أحدكم إلى الغائط فليستطب بثلاثة أحجار فإنها تجزى عنه ].
قال الإمام الشوكانى : قال فى البحر: والاستجمار مشروع إجماعا . قوله (فإنها تجزى عنه) أى تكفيه، وهو دليل لمن قال بكفاية الأحجار وعدم وجوب الاستنجاء بالماء، وإليه ذهبت الشافعية والحنفية وبه قال ابن الزبير وسعد بن أبى وقاص وابن المسيب وعطاء.
وقال الشقيرى: ومن قال أن الاستجمار لا يجوز إلا عند فقد الماء يستتاب فإن تاب وإلا عذر، ولم يثبت عنه (صلى الله عليه وسلم) التفضيل.


**********************************

الاستنجاء ببعرة أو عظم


ومن المخالفات أن بعض الناس يستخدمون العظم أو الروث فى الاستجمار وبعضهم يستعمل الورق المكتوب _ واستعمال الورق المكتوب حرام بلا شك لأن الورق قد نجد فيه قرآنا أو حديثا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)_.
وفى حديث سلمان الذى رواه مسلم أنه (صلى الله عليه وسلم) نهى (.... أن يستنجى برجيع أو بعظم).
قيل : والعلة فى النهى عن العظم اللزوجة المصاحبة له التى لا يكاد يتماسك معها.
وقيل: عدم خلوه فى الغالب عن الدسومة.
وقيل: لكونه طعام الجن، وهذا هو المتعين لورود النص به فيلحق به سائر المطعومات.
وأما الروث فعلة النهى عنه النجاسة . والنجاسة لا تزال بمثلها.


**********************************


ترك النظافة بعد التخلى


إن المسلم نظيف لأن الإسلام يدعو إلى النظافة. ولكننا نجد أن بعض الناس إذا قضى أحدهم حاجته فإنه لا ينظف يده التى أزال بها النجاسة مما يؤدى إلى تأذى المصلين منه.
فعن أبى هريرة ( رضى الله عنه ) قال: (( كان النبى (صلى الله عليه وسلم) إذا أتى الخلاء أتيته بماء فى ثور _ إناء من نحاس _ أو ركوة _ إناء من جلد_ فاستنجى ثم مسح يده على الأرض ).

**********************************


التبول فى المستحم


وهذا من المخالفات التى وقع فيها كثير من الناس مع أن النبى (صلى الله عليه وسلم)نهى أن يبول الرجل فى مستحمه.
والحديث يدل على المنع من البول فى محل الاغتسال لأنه يبقى أثره فإذا انتضح من المغتسل شئ من الماء بعد وقوعه على محل البول نجسه فلا يزال عند مباشرة الاغتسال متخيلا لذلك فيفضى به إلى الوسوسة التى علل (صلى الله عليه وسلم) النهى بها .
وقد قيل: إنه إذا كان للبول مسلك ينفذ فيه فلا كراهة، وربط النهى بعلة إفضاء المنهى عنه إلى الوسوسة يصلح قرينه لصرف النهى عن التحريم إلى الكراهة
وعن جابر عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه نهى أن يبال فى فى الماء الراكد.

الأخطاء عند الوضوء


كثرة المزاح والكلام عن أمور الدنيا


وهذا يكثر بين المصلين فيأتى أحدهم ويدخل إلى الصلاة وقد ذهب الخشوع من قلبه.
ولذلك كان سلفنا الصالح إذا قاموا للوضوء استحضروا عظمة الله.
فها هو الحسن - رضى الله عنه - كان إذا قام يتوضأ اصفر وجهه فإذا سألوه عن سبب ذلك. قال: هل تدرون بين يدى من سأقف الأن؟!.

************************************


التلفظ بالنية


وهذا من البدع المحدثة وذلك لأن النية محلها القلب وهى من الفروض التى لا تصح أية عبادة إلا بها.

************************************


ترك الذكر قبل الوضوء وبعده


عن أبى هريرة (رضى الله عنه)قال: قال (صلى الله عليه وسلم) :[ لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لمن لم يذكر اسم الله عليه ].
والحديث يدل على وجوب التسمية فى الوضوء، وقد ذهب إلى الوجوب والفرضية العترة والظاهرية وإسحاق وأحدى الروايتين عن أحمد بن حنبل.
وذهب الشافعية والحنفية ومالك وربيعة. وهو أحد قول الهادى إلى أنها سنة.
وأما عن فضل الذكر بعد الوضوء فقد قال (صلى الله عليه وسلم): [ ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهدأن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ].
زاد الترمذى فيه: [ اللهم اجعلنى من التوابين واجعلنى من المتطهرين ].

************************************


أذكار أثناء الوضوء ( بين السنة والبدعة )


الكثير من الناس نراهم يقولون أثناء الوضوء كلاما لم يرد عن النبى (صلى الله عليه وسلم)، أو عن أصحابه (رضى الله عنهم) فترى بعضهم يقول: ( اللهم اعطنى كتابى بيمينى ) وغيره.
ويتركون الذكر الوارد عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أثناء الوضوء .
ففى الحديث عن أبى موسى الأشعرى (رضى الله عنه) قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)وهو يتوضأ فسمعته يقول : [ اللهم اغفر لى ذنبى ووسع لى فى دارى وبارك لى فى رزقى ].

************************************


كراهية الكلام أثناء الوضوء

قال الشيخ السيد سابق : الكلام المباح أثناء الوضوء مباح، ولم يرد فى السنة ما يدل على منعه

************************************

الإسراف فى الماء عند الوضوء


قال الامام البخارى (رحمه الله) فى أول كتاب الوضوء من صحيحه: وكره أهل العلم الإسراف فيه، وأن يجاوزوا فعل النبى (صلى الله عليه وسلم).
ولقد كان النبى (صلى الله عليه وسلم) يقتصد فى استعمال الماء فكان (صلى الله عليه وسلم) [ يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد ]، والصاع : أربعة أمداد.
أما إن كان هناك علة للإسراف كتعلق القذارات والأوساخ بالجسد فلا بأس بغسله أكثر من ثلاث مرات.

التهاون فى ركن من أركان الوضوء


للوضوء فرائض وأركان: أولها النية، والنية محلها القلب، وغسل الوجه واليدين إلى المرفقين ومسح الرأس وغسل الرجلين.
فإذا تخلف ركن من تلك الأركان لا يتحقق الوضوء ولا يعتد به شرعا.. وبعض الناس يفرطون فى أحد الأركان خوفا على مظهره وجمال شعره أو غير ذلك. فلابد أن نعلم أن الصلاة لا تصلح بغير وضوء والوضوء لا يكمل إلا بتلك الأركان.
والمحفوظ عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى مسحه على الرأس ثلاثة أشياء:

أ- مسح جميع الرأس.
فعن عبد الله بن زيد: أن النبى (صلى الله عليه وسلم) مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذى بدأ منه.
ب- مسحه (صلى الله عليه وسلم)على العمامة وحدها
فعن عمرو بن أمية قال : ( رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يمسح على عمامته وخفيه ).
ج- مسحه (صلى الله عليه وسلم) على الناصية والعمامة
فعن المغيرة بن شعبة: أن النبى (صلى الله عليه وسلم) توضأ فمسح بناصيته وعلى العمامة والخفين.
ولذلك فمن مسح شعرة واحدة أو ثلاث شعرات أو بعض رأسه فهو مخالف لسنة الحبيب (صلى الله عليه وسلم) بل عليه أن يمسح رأسه كاملة أو عمامته كاملة أو ناصيته ثم يكمل على العمامة.

****************************************

الغفلة عن غسل الأعقاب


قال (صلى الله عليه وسلم): [ ويل للأعقاب من النار - مرتين أو ثلاثا-]
قال الامام النووى: وقوله (صلى الله عليه وسلم): [ ويل للأعقاب من النار ] فتوعدها بالنار لعدم طهارتها ، ولو كان المسح كافيا لما توعد من ترك غسل عقبيه . وهذا دليل على وجوب غسل الرجلين بكاملها.
وبكل أسف فإن كثيرا من المصلين يتهاونون فى هذا الأمر مع أنه لا يصلح الوضوء إلا به.

****************************************

قراءة سورة القدر عقب الوضوء


وهذا من البدع المحدثة أن بعض الناس يقرأونها بعد الوضوء ثلاثا.
قال الامام السخاوى: حديث قراءة ((إنا أنزلناه)) عقب الوضوء لا أصل له.

****************************************

عدم تخليل الأصابع

وهذا أمر يغفل عنه الكثيرون وهو من إسباغ الوضوء وتمامه.
قال الجمهور: يسن فى الوضوء تخليل أصابع اليدين والرجلين لقوله (صلى الله عليه وسلم) [ أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع ].
وقالت المالكية: يجب فى أصابع اليدين ويندب فى أصابع الرجلين.
وكان (صلى الله عليه وسلم) يخلل الأصابع بخنصره... قال المستورد بن شداد: ( رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخلل أصابع رجليه بخنصره ).

وجود ما يمنع وصول الماء
بعض النساء يستعملون طلاء الأظافر وغيره من أدوات التجميل بل وإن من الرجال ايضا من يتوضأ ويده مملؤة بالدهانات وهذا يمنع وصول الماء وبالتالى يبطله... والواجب عليهم جميعا إزالة تلك الأشياء قبل الوضوء..
أما إذا كان ضروريا كالجبائر والجروح وغيرها من الأعذار الشرعية فلا حرج عليه أن يمسح عليها فقط وإن كان الماء يضره يتيمم. وأما اللون فقط كالخضاب (الحناء) فإنه لا يؤثر فى صحة الوضوء..


*****************************************

مسح العنق أو الرقبة


بعض الناس يمسح عنقه أو رقبته أثناء الوضوء ويعتقد أن هذا من السنة .. مع أنه ليس من السنة
قال ابن القيم فى الهدى: لم يصح عنه ( صلى الله عليه وسلم) فى مسح العنق حديث البتة.
وأم حديث (( مسح الرقبة أمان من الغل )) قال النووى فى شرح المهذب : هذا حديث موضوع ليس من كلام النبى (صلى الله عليه وسلم) وقال فى موضع آخر: لم يصح عن النبى (صلى الله عليه وسلم) فيه شئ. قال: وليس هو بسنة بل بدعة.
*****************************************

السنة فى التنشيف


إن بعض المصلين يعتقدون أن من السنة ترك التنشيف معأن الأمر على الإباحة فمن أراد التنشيف فلا بأس ومن أراد تركه أيضا فلا بأس


*****************************************

الوضوء قبل غسل اليدين


وهذا من المخالفات الشائعة بين المصلين أن الواحد منهم إذا قام من نومه فإنه يبدأ بالوضوء قبل غسل يديه أو يدخل يده فى إناء الوضوء قبل أن يغسلهما ..
ولقد جاء الأمر من النبى (صلى الله عليه وسلم) بغسل اليد قبل إدخاله فى الإناء فقال (صلى الله عليه وسلم) (( إذا استيقظ أحدكم فلا يدخل يده فى الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإن أحدكم لا يدرى أين باتت يده ))
__________________

غسل الفرج قبل كل وضوء ولو لم يحدث


وهذا من الأخطاء الشائعة بين عامة المسلمين أن الواحد منهم يعتقد أنه لابد من غسل الفرج ولو لم يحدث.
والصواب فى هذا أن يقال من أدركته الصلاة وقد سبق ذلك نوم أو خروج ريح من دبره فما عليه إلا أن يتوضأ ولا يحتاج فى ذلك إلى غسل فرجه ومن اعتقد خلاف ذلك فقد ابتدع فى دين الله إضافة إلى ذلك ضربا من الوسوسة.
وأما إذا أراد المسلم قضاء حاجته قبل الوضوء ففى هذه الحالة يجب عليه غسل فرجه وتنقية مكان البول والغائط.

************************************

ترك الوضوء عند أكل لحوم الإبل


عن جابر بن سمرة أن رجلا سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أأتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: (( إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ)) قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: ((نعم فتوضأ من لحوم الإبل)) قال أصلى فى مرابض الغنم؟ قال: ((نعم)) قال: أصلى فى مبارك الإبل؟ قال: (( لا )).
أما أحكام الباب فأختلف العلماء فى أكل لحوم الجزور فذهب الأكثر على أنه لا ينقض الوضوء ... وممن ذهب اليه الخلفاء الأربعة الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وابن مسعود وأبى بن كعب وابن العباس وأبو الدرداء وأبو طلحة وعامر بن ربيعة وأبو أمامة وجماهير التابعين ومالك وأبو حنيفة والشافعى وأصحابهم .
وذهب إلى انتقاض الوضوء بن حنبل وإسحاق بن راهوية ويحيى بن يحيى وأبو بكر بن المنذر وابن خزيمة واختاره الحافظ أبو بكر البيهقى وحكى عن أصحاب الحديث مطلقا وحكى عن جماعة من الصحابة -رضى الله عنهم أجمعين- واحتج هؤلاء بحديث الباب وقوله (صلى الله عليه وسلم): ((نعم فتوضأ من لحو الإبل)).
وعن البراء بن عازب قال: سئل النبى (صلى الله عليه وسلم) عن الوضوء من لحوم الإبل فأمر به قال أحمد بن حنبل _رحمه الله تعالى_ واسحاق بن راهوية: صح عن النبى (صلى الله عليه وسلم) فى هذا حديثان حديث جابر وحديث البراء وهذا المذهب الأقوى دليلا وإن كان الجمهور على خلافه.
وقد أجاب الجمهور عن هذا الحديث بحديث جابر: كان آخر الأمرين من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ترك الوضوء مما مست النار ولكن هذا الحديث عام وحديث الوضوء من لحوم الإبل خاص والخاص مقدم على العام والله أعلم.

************************************

الصلاة بعد النوم بغير وضوء


بعض المصلين ينام ويستغرق فى النوم ثم إذا جاء من يوقظه للصلاة قام وصلى بغير وضوء ظنا منه أن وضوءه لم ينقض بالنوم . وبالتالى فمثل هذا صلا ته لا تصح.

************************************

الوضوء على الوضوء دون أن يتخلل بينهما صلاة


بعض المصلين يتوضأ ثم يتوضأ مرة أخرى دون أن ينتقض وضوءه الأول أو أن يتخلل بينهما صلاة... وهذا مخالف لهدى النبى (صلى الله عليه وسلم).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- :بعد كلام له: وإنما تكلم الفقهاء فيمن صلى بالوضوء الأول هل يستحب له التجديد؟ وأما من لم يصل به فلا يستحب له إعادة الوضوء بل تجديد الوضوء فى مثل هذا بدعة مخالفة لسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولما عليه المسلمون فى حياته وبعده إلى هذا الوقت...انتهى كلامه -رحمه الله تعالى-

عدم الوضوء من ماء زمزم


بعض المصلين يتحرج من الوضوء من ماء زمزم ويتيمم بدلا من الوضوء منه وهذا الأمر يحتاج إلى توضيح..
الله -عز و جل- لم يشرع لنا التيمم الا عند فقد الماء أو تعذر استعماله فإن وجد الماء -ولو كان ماء زمزم- فلابد من أن تتوضأ منه وإلا فالصلاة غير صحيحة مع التيمم فى هذه الحالة.
بل لقد توضأ النبى -صلى الله عليه وسلم- من ماء زمزم بل إنه يجوز أن تتوضأ وتستنجى وتغتسل من الجنابة بماء زمزم.
فإن كان الصحابة أخذوا من الماء الذى نبع من بين أصابع النبى -صلى الله عليه وسلم- فشربوا منه وتوضأوا وغسلوا ثيابهم واستنجوا..إن كان هذا حدث فمعلوم أن الماء الذى نبع من بين أصابع النبى -صلى الله عليه وسلم- إن لم يكن أشرف من ماء زمزم فهو ليس أقل منه بحال من الأحوال.

*****************************************

الجهل بأن غسل أعضاء الوضوء مرة أو مرتين أو ثلاثا


يعتقد كثير من المصلين أن الوضوء لا يصلح إلا بغسل كل عضو ثلاث مرات..وهذا خطأ عظيم
فلقد ورد فى الحديث عن ابن عباس - رضى الله عنهما- أنه قال( توضأ النبى -صلى الله عليه وسلم- مرة مرة ))
وعن عبد الله بن زيد -رضى الله عنه- أن النبى -صلى الله عليه وسلم- توضأ مرتين مرتين.
بل إن عثمان بن عفان -رضى الله عنه- دعا بإناء فارغ على كفيه ثلاث مرارا فغسلها ثم أدخل يمينه فى الإناء فمضمض واستنشق ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه الى المرفقين ثلاث مرارا ثم مسح برأسه ثم غسل رجليه ثلاث مرارا إلى الكعبين ثم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (( من توضأ نحو وضوئى هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه))
ففى الاحاديث مشروعية غسل كل عضو من أعضاء الوضوء مرة أو مرتين أو ثلاثة وكلها فعلها النبى -صلى الله عليه وسلم-...

*****************************************

عدم تحريك الخاتم أثناء الوضوء

إنك أحيانا تجد واحدا من المصلين يلبس خاتما أو ساعة فإذا قام يتوضأ لا يحرك الخاتم الذى قد يمنع وصول الماء.
قال البخارى: وكان ابن سيرين يغسل موضع الخاتم إذا توضأ.

قول بعضهم لبعض زمزم بعد الوضوء

نرى كثير من الناس بعد الانتهاء من الوضوء يقول بعضهم لبعض (زمزم) وكأنه دعا له أن يشرب من ماء زمزم. وهذا كلام لا أصل له فى سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وتخيل معى أخى الكريم لو أن الرجلين اجتمعا فى بيت الله الحرام فتوضآ من ماء زمزم وشربا منه فهل سيقول له بعد الوضوء (زمزم) ؟ بالطبع لا لأنه الآن أمام ماء زمزم.
ولكن السنة أن يقول المتوضئ بعد الفراغ من الوضوء ما ثبت عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال( ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو يسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله) إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها يشاء )).
وزاد الترمذى فيه ( اللهم اجعلنى من التوابين واجعلنى من المتطهرين )).

**********************************************
الاعتقاد أن حلق الشعر أو قص الظفر ينقض الوضوء


وهذا فهم خاطئ..والصواب أن طهارته باقية على حالها وأنه لا ينقض الوضوء.

**********************************************

الاعتقاد بأن المسح على الخفين خاص بفصل الشتاء


وهذا فهم خاطئ لأن أحاديث النبى (صلى الله عليه وسلم) لم تحدد فصلا من السنة بل جاءت عامة فى كل وقت
قال (صلى الله عليه وسلم) ( للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة فى المسح على الخفين )).

**********************************************

الاعتقاد بضرورة الوضوء إذا أصاب بدنه أو ملابسه نجاسة


وهذا فهم خاطئ لأنه ليس هناك أى علاقة بين هذا وذاك فإذا أصيب ثوبك أو بدنك نجاسة وأنت على وضوء فما عليك إلا أن تزيل أثر النجاسة وبذلك تحصل الطهارة لأنه لو يحصل شئ من نواقض الوضوء.
__________________

اليوم بإذن الله نبدأ مع باب جديد وهو
<<<< مخالفات فى نواقض الوضوء >>>>


لقد شاع بين كثير من المسلمين أن تلك الأشياء التى سنذكرها ناقضة للوضوء وهذا فهم خاطى و سنبين ذلك إن شاء الله تعالى ..

<< القئ و القلس >>


ظن كثير من المصلين أن القئ أو القلس ناقض للوضوء - والقلس هو ما خرج من الحلق ملء الفم أو دونه وليس بقئ وإن عاد فهو القيئ - واستدلوا على ذلك بقوله (صلى الله عليه و سلم)( من أصابه قئ أو رعاف أو قلس أو مذى فلينصرف فليتوضأ ثم ليبن على صلاته وهو فى ذلك لا يتكلم )).
قال الامام الشوكانى:الحديث أعله غير واحد بأنه من رواية إسماعيل بن عياش عن ابن جريج وهو حجازى ورواية إسماعيل عن الحجازيين ضعيفة.
وقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن القئ والقلس لا ينقضان الوضوء.

___________________________________________

<< مس الذكر >>


لقد انتشر بين المصلين القول بأن مس الذكر ينقض الوضوء سواء كان ذلك بشهوة أو بغير شهوة واستدلوا على ذلك بحديث صحيح وهو قوله (صلى الله عليه وسلم) (( من مس ذكره فليتوضأ)).
ويرى الأحناف أن مس الذكر لا ينقض الوضوء لحديث طلق أن رجلا سأل النبى (صلى الله عليه وسلم) عن رجل يمس ذكره هل عليه وضوء؟ فقال )( لا,إنما هو بضعة منك ) رواه الخمسة وصححه ابن حبان.
قلت قوله (صلى الله عليه وسلم) (إنما هو بضعة منك) فيه إشارة لطيفة إلى أن المس الذى لا يوجب الوضوء إنما هو الذى لا يقترن معه شهوة لأنه فى هذه الحالة يمكن تشبيه مس العضو بمس عضو آخر من الجسم بخلاف ما إذا مسه شهوة فحينئذ لا يشبه مسه مس العضو الآخر لأنه لا يقترن عادة بشهوة وهذا أمر بين كما ترى وعليه فالحديث ليس دليلا للحنفية الذين يقولون بأن المس مطلقا لا ينقض الوضوء بل هو دليل لمن يقول بأن المس بغير شهوة لا ينقض وأما المس بشهوة فينقض بدليل حديث بسرة وبهذا يجمع بين الحديثين وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية فى بعض كتبه على ما أذكر والله أعلم.

___________________________________________

<< لمس المرأة بدون حائل >>

إننى فى البداية أهدى لأخوانى قول النبى (صلى الله عليه وسلم) ((إننى لا أصافح النساء)).
وقوله (صلى الله عليه و سلم)( لأن يطعن فى رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له)) فالنبى (صلى الله عليه و سلم) نهى عن مصافحة النساء الأجنبيات إذا ما كان ذلك ينقض الوضوء أم لا.
عن عائشة - رضى الله عنها - أن النبى (صلى الله عليه و سلم) كان يقبل بعض أزواجه ثم يصلى ولا يتوضأ.
وعن عائشة -رضى الله عنها- قالت: إن كان رسول الله (صلى الله عليه و سلم)
ليصلى وإنى لمعترضة بين يديه اعتراض الجنازة حتى إذا أراد أن يوتر مسنى برجله (صلى الله عليه وسلم) _الحديث رواه النسائى _ وقال الحافظ فى التلخيص : إسناده صحيح وفيه دليل على أن لمس المرأة لا ينقض الوضوء.
وعن عائشة قالت : فقدت رسول الله (صلى الله عليه و سلم) ليلة من الفراش فالتمسته فوضعت يدى على باطن قدميه وهو فى المسجد وهما منصوبتان وهو يقول( اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك )).
قال الامام الشوكانى: _ رحمه الله تعالى _ :وأوسط مذهب يجمع بين هذه الأحاديث مذهب من لا يرى اللمس ينقض إلا لشهوة. انتهى.

___________________________________________

<< خروج الدم >>


شاع بين المسلمين أن خروج الدم (من غير المخرج المعتاد) ينقض الوضوء بل أن منهم من يفرق بين قليل الدم و كثيره..وهذا خطأ واضح لأن الآثار الصحيحة جاءت لتثبت أن الدم إذا خرج من غير المخرج المعتاد -وإن كثر الدم- لا ينقض الوضوء.
قال الامام الشوكانى فى السيل الجرار: ولم يأت من قال بأن خروج الدم ناقض بشئ يصلح التمسك به فإن حديث سلمان أنه رعف فقال له (صلى الله عليه و سلم) (( أحدث لك وضوءا )) وإن أخرجه الطبرانى فى الكبير ففى إسناده كذاب وضاع وحديث تميم الدارى بلفظ (الوضوء من كل دم سائل)
وإن عزاء السيوطى فى الجامع الصغير إلى الدارقطنى ففى إسناده من لا تقوم به الحجة.
وقد ثبت فى روايات صحيحة أن النبى (صلى الله عليه وسلم) نزل الشعب فقال من يحرسنا الليلة؟ فقام رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فباتا بفم الشعب فاقتسما الليلة للحراسة وقام الأنصارى يصلى فجاء رجل من العدو فرمى الأنصارى بسهم فأصابة فنزعه واستمر فى صلاته ثم رماه بثان فصنع كذلك ثم رماه بثالث فنزعه وركع و سجد وقضى صلاته ثم أيقظ رفيقه فلما رأى ما به من الدماء قال له : لم لا أنبهتنى أول ما رمى قال : كنت فى سورة فأحببت أن لا أقطعها..
ومعلوم أن النبى (صلى الله عليه و سلم) قد اطلع على ذلك ولم ينكر عليه الاستمرار فى الصلاة بعد خروج الدم ولو كان الدم ناقضا لبين له ولمن معه فى تلك الغزوة وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.
وقد كان الصحابة -رضى الله عنهم- يخوضون المعارك حتى تتلوث أبدانهم و ثيابهم بالدم ولم ينقل أنهم كانو يتوضئون لذلك ولا سمع عنهم أنه كان ينقض الوضوء.
وعن الحسن -رضى الله عنه- قال (ما زال المسلمون يصلون فى جراحاتهم)
وصلى عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- وجرحه يثعب (أى يجرى) دما.
وقال ابن تيمية والدم والقئ وغيرهما من النجاسات الخارجة من غير المخرج المعتاد لا تنقض الوضوء ولو كثرت وهو مذهب مالك والشافعى.)

__________________