رغدة رأفت -
اطبع الصفحة
ما بين القاهرة والصعيد يقضى الروائى جمال الغيطانى إجازته الصيفية، فقد تعود على قضاء الإجازة فى قريته جهينة بمحافظة سوهاج.. «حنينى إلى أيام طفولتى يدفعنى للوجود فى القرية فى فصل الصيف، فأنا لم أعرف معنى كلمة «المصيف»، ولم تكن أسرتى قادرة على توفير نفقاته».
يمتنع الغيطانى فى فترة الظهيرة عن الخروج من البيت، وفى المساء يذهب إلى معبد أبيدوس «لأتأمل وأروح عن نفسى وسط النقوش الفرعونية الساحرة». ويحرص فى هذه الفترة على صحبة مجموعة من الكتب المتعلقة بالتاريخ الفرعونى على عكس الفترة الصباحية التى يخصصها لقراءة الكتب الإبداعية.
فى إجازته الحالية يعيد قراءة كتاب «يوميات فرانز كافكا»، وكتاب «العالم إرادة وتمثلا» للفيلسوف آرنو شوبنهاور، وكتاب عن الفنان إدوارد هوبر.
أجمل الإجازات أمضاها الغيطانى مع أولاده قبل أن يسافروا إلى خارج مصر، فقد كان يصطحبهم إلى شواطئ البحر الأحمر والإسكندرية ليمارسوا هوايتهم المفضلة وهى السباحة والغطس.. «أما الآن فأنا لا أذهب إلى الإسكندرية فى الصيف لأننى لا أحب الزحام ولا أحب السباحة، وأفضل الذهاب إلى الإسكندرية فى الشتاء لأستمتع بسحر هذه المدينة الخلابة».
بالنسبة للأديب خيرى شلبى فإن شهرى يوليو وأغسطس هما الأسوأ فى العام كله.. «دماغى يسيح من الحر، ولا أحتمل الجلوس بين أربع حوائط مكيفة بسبب معاناتى من تضخم فى الرئة».
يقول: فى ظل هذه الأجواء الساخنة أسلى نفسى بقراءة الصحف والكتب، وأقرأ الآن رواية «خذها» للكاتبة ليلى العثمان، ورواية «هند والعسكر» للروائية بدرية البشر، التى تصلح لأن تكون فيلما سينمائيا مذهلا.
ورغم أن الكثيرين يفضلون الآن قضاء المصيف فى الساحل الشمالى، لا تزال الإعلامية درية شرف الدين تعشق مدينة الإسكندرية، التى تحب الوصول إليها بالقطار، حيث تقيم فى المعمورة «أشعر دائما أن الإسكندرية بيتى.. مكانى.. رمالها تحمل ذكرياتى.. وأعشق بحرها الطيب.. وأحفظ دهاليزه.. فهى مدينة جميلة وتزداد جمالا كل يوم». وتضيف: الإسكندرية نقطة تجمع، الأصحاب والأقارب يستطيعون الالتقاء بسهولة فيها على عكس الساحل الشمالى نظرا لبعد المسافة.
وتحرص درية على التنزه فى القاهرة، حين لا يمكنها الحصول على إجازات طويلة، وهى تحب التجول فى مصر القديمة خاصة شارع المعز والموسكى وخان الخليلى «لا أسمح بأن ينتابنى أى شعور بالملل، أخرج فورا من البيت فى أى وقت حتى لو بعد منتصف الليل إلى نادى الجزيرة أو أستقل مركبا شراعيا فى النيل وأصطحب معى كل من يقابلنى من الأصحاب الذين يبدون رفضا فى البداية لكنهم سرعان ما يغيرون من موقفهم لأنهم يعرفون أننى موهوبة فى ابتكار جولات للتنزه فى القاهرة».
الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى يفضل السفر مع أسرته إلى الساحل الشمالى، بعيدا عن زحام المدن، ولا يتوقف حجازى عن كتابة مقالاته وقراءة الصحف والكتب فى المصيف، يقول: لدىّ التزامات تجاه القراء لذا أحرص على كتابة مقالاتى حتى وأنا فى المصيف.
وعما إذا كان جو المصيف يسمح له بكتابة الشعر يقول: الشعر يحتاج إلى الاستقرار فى مكان مدة طويلة، والانفراد بالنفس وهذا لا يمكن خلال فترة المصيف، التى أفضل أن أقضيها مع أولادى وأحفادى، الذين أحرص على نزول حمام السباحة معهم. ولكن هذا لا يمنع أننى كتبت أكثر من قصيدة فى الساحل الشمالى وآخرها قصيدة «خارج الوقت».
ويفضل حجازى قراءة الكتب الخفيفة فى المصيف، إلا أنه خالف تلك العادة هذا الصيف لأنه قرر قراءة مؤلفات دكتور فؤاد زكريا، المفكر والفيلسوف الذى كان مرشحا للحصول على جائزة مبارك للآداب، والسبب هو شعور حجازى أن من واجبه تعويض الدكتور فؤاد زكريا عن عدم حصوله على هذه الجائزة، التى يستحقها بكتابة مقالات عن مؤلفاته ودعوة القراء لقراءتها.
ورغم أن السفير عبدالرءوف الريدى رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية يستعد لقضاء إجازته الصيفية مع ابنته وأحفاده فى باريس فى أغسطس المقبل فإنه ما زال حريصا على زيارة مصيف رأس البر بمحافظة دمياط، حيث يعتبره أجمل مصيف فى العالم، ويقول الريدى: إنها أيام صيفية محفورة فى ذاكرتى، أيام شبابى التى قضيتها فى رأس البر، فأنا من أهالى عزبة البرج فى محافظة دمياط، التى تقع فى الشط الشرقى المواجه لمصيف رأس البر، الذى يقع عند ملتقى النيل بالبحر، ويضيف: «هذا المصيف فى الخمسينيات والستينيات كان يمتلك نفس الروح التى تبعثها مدن جنوب فرنسا».
ويتابع: مصيف رأس البر فى تلك الفترة كان يتكون من الأعشاش، التى كان يقوم عمال الشيخ درغام بتركيبها وتربيطها بجريد النخل فى شهر يونيو لاستقبال المصطافين، الذين كانوا يدخلون إلى رأس البر عن طريق المعدية أو «اللانش»، فلم تكن السيارات تدخل المنطقة، ورغم أن الوضع تغير فى رأس البر فإن المصيف لا يزال يحمل نفس الروح، يقول الريدى: رأس البر فيها أجمل هوا.. فهى تتمتع بظروف مناخية فريدة.
الأديب والروائى إبراهيم أصلان يحب قضاء إجازته الصيفية مع أسرته فى الغردقة، ليمارس السباحة التى يصفها بأنها هوايته المفضلة قائلا: «أنا من أولاد إمبابة، ومن تربى فى إمبابة يعشق «العوم»، فمنذ أربع سنوات قبل أن أعانى من مشكلات صحية كنت أقضى النهار كله فى البحر»، ولا يشغل أصلان نفسه بالكتابة فى المصيف، إلا أنه يحرص على قراءة الكتب خصوصا السير الذاتية للسنيمائيين والفنانين التشكيليين العالميين ليتعرف على التربية الفكرية والوجدانية للمبدعين والفنانين، ويتعرف أيضا على المشكلات الإبداعية التى واجههوها، وكيف تعاملوا معها وأوجدوا لها حلولا خاصة أن معظم تلك المشكلات تشبه مثيلاتها التى يواجهها.
ويقول أصلان إن أجمل أيام صيفية أمضاها فى حياته، كانت تلك التى عمل فيها فى وردية الليل فى هيئة المواصلات السلكية واللاسلكية.. «وقتها كنت فى العشرينات من عمرى.. كنت أنا وزملائى نأخذ قطار الصحافة بعد انتهاء الوردية ونصل إلى الإسكندرية الساعة 6 صباحا لنقضى النهار من بدايته فى البحر ولا نخرج إلا عند غياب الشمس عائدين إلى القاهرة».
دكتورة هدى شامل أباظة أستاذ الأدب الفرنسى بجامعة عين شمس وحفيدة فهمى باشا النقراشى رئيس وزراء مصر الأسبق، تقضى إجازتها الصيفية فى الساحل الشمالى، وتصطحب معها روايات لتقرأها وكتبا دراسية ورسائل طلبة الدراسات العليا لتراجعها، خصوصا أنها تمضى شهر أغسطس كله هناك، وتحرص هذا الصيف على قراءة مجموعة من كلاسيكيات الأدب الأمريكى والأدب الإسبانى وكتاب «محمد رسول الحرية» لعبدالرحمن الشرقاوى.
وتتحدث دكتورة هدى عن أحلى إجازاتها الصيفية التى قضتها فى قرية «غزالة» بمحافظة الشرقية عندما كانت فى الثانوية العامة عام 1976، حيث كان والدها مرشحا فى انتخابات مجلس الشعب.. كانت فرصة رائعة للالتقاء بعدد كبير من أهالى القرية الذين انتخبوا والدى حبا فى النقراشى باشا.. كما لا أنسى الإجازة التى قضيتها على ظهر مركب طاف بى فى موانئ البحر المتوسط لمدة أسبوع.
الإعلامى حمدى الكنيسى يقضى إجازته الصيفية مع أسرته فى مرسى مطروح «أشعر بالانطلاق فى مطروح.. أحب شواطئ هذه المدينة البعيدة.. وأحرص على قراءة الصحف والكتب على رمالها». ويصطحب الكنيسى معه هذا العام رواية «عزازيل» للأديب الدكتور يوسف زيدان وينوى الشروع فى مجموعة قصصية يتمنى أن ينتهى منها قبل عام 2010.