أمل دنقل
شاعر عربي . توفي في 21 مايو 1983 . انصب اهتمامه على التراث العربي المكتوب باللغة الفصحى ومن هنا كان اول دواوينه الذي صدر عام 1969 يحمل عنوانا ومضامين مستلهمة من التراث فكان " البناء بين يدي زرقاء اليمامة " على الرغم من ان الشاعر في أغلب الأحيان يقول قصيدته ويمضي اعني انه يتركنا نواجه قصيدته أو يترك قصيدته تواجهنا او يضعنا نحن والقصيدة وجها لوجه فنستكشف بأنفسنا خباياها وأسرارها وندرك معانيها دون توجيه من أحد او وصاية منه حتى لو كان الشاعر ذاته فان أمل دنقل لا يملك إلا أن يتدخل لأنه شاعر لا يعبر عن مشاعره فحسب ولكنه يستعمل تلك المشاعر عبر الكلمات وسيلة للرمز الواضح أي انه يتخذ من احدثا التاريخ العربي مصدرا يستلهم منه ما يريد أن تكون قصائده هدفا لابد لها ان تصل إليه وحتى لا يختلط والخيال بالحقيقة فيذهب الغموض بها جميعا وتضيع هباء فانه يتدخل بالنثر موضحا ومفسرا ومبنيا خاصة في قصيدته الطويلتين " مقتل كليب" أو الوصايا العشر " التي اشتهرت بعنوانها الفرعي المعبر " لا تصالح و" أقوال اليمامة وهما اللتان ضمها سفرا واحدا كأنه عنوانه " أقوال جديدة عن حرب البسوس" ومن هنا نجده وكما فعل في وصايا كليب العشر يضع مقدمة لما أدلت به اليمامة من أقوال عبر شعره ينقلها من السيرة أو الملحمة الشعبية الذائعة " الزير سالم " حيث يقول الرواة : فلما جاءته الوفود ساعية إلى الصلح قال لهم الأمير سالم : أصالح إذا صالحت اليمامة فقصدت اليمامة إلى أمها جليلة ومن معها من نساء سادات القبيلة فدخلن إليها وسلمن جميعا عليها وقبلت جليلة بنتها وقالت : أما كفى ؟ فقد هلكت رجالنا وساءت أحوالنا وماتت فرساننا وأبطالنا فأجابتها اليمامة : أنا لا أصالح ولم يبق منا أحد يقدر أن يكافح " وبهذه المقدمة المختصرة يكون الرمز المعنى واضحا في القصيدة وتبكي اليمامة ويبكي أمل دنقل بعد شهد قبل وفاته وفي أتون جسده المحترق بالمرض بداية عصر الانفتاح فسالت دموع أمل دنقل وصرخت على لسان اليمامة الرمز للأمة الرافضة " لعبرنه " الوجدان والمشاعر :
صار ميراثنا في يد الغرباء وصارت سيوف العدو سقوف منازلنا