رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موقف الإدارة الأميركية الرافض لتمويل أو الاعتراف بأي حكومة فلسطينية قادمة إذا لم تلتزم حماس بشروط الرباعية الدولية في الاعتراف بإسرائيل والتخلي عن "العنف". واعتبر قيادي في الحركة أن الإدارة الأميركية "طرف غير نزيه" في حل القضية الفلسطينية.
وقال ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان إن تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون -حول استبعاد تمويل حكومة تشارك فيها حماس- تكشف أن هناك تناقضا في سلوك الإدارة الأميركية "فهي تتحدث عن انفتاح على المنطقة فيما تحاول أن تفرض شروطا على هذه المنطقة".
وأضاف في حديث مع الجزيرة "أعتقد أن هذه التصريحات إذا ما استمرت ستضر بمصداقية هذه الإدارة وربما تنعكس بشكل سلبي على مجمل سياستها الخارجية ولا سيما ما يتعلق بمنطقتنا".
وأشار حمدان إلى أن تصريحات كلينتون "ربما تعكس خوفا من اللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة أو جهلا بطبيعة الواقع الفلسطيني"، مشيرا إلى أن "ذلك الجهل مشكلة بحد ذاته".
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قالت الأربعاء إن الولايات المتحدة لن تمول أي حكومة فلسطينية تشارك فيها حركة حماس، ما لم تعترف الحركة بإسرائيل و"تنبذ العنف" وتلتزم باتفاقات السلطة الفلسطينية السابقة مع تل أبيب.
وأوضحت الوزيرة أثناء جلسة حضرتها الوزيرة اليوم في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي قائلة "لن نتعامل مع أو نمول أي حكومة فلسطينية تضم حماس حتى تتخلى الحركة عن العنف وتعترف بإسرائيل وتقبل بالالتزامات السابقة للسلطة الفلسطينية. هذه هي سياستنا وهذا بالضبط ما يقودنا".
ومن جهة أخرى قال حمدان إن هناك استعدادا أوروبيا للاستماع إلى موقف حماس وإعادة النظر وتقييم الموقف، وذلك ردا على سؤال حول حديث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى أعضاء مجلس العموم البريطاني عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.
وفي سياق تصريحات كلينتون، اعتبر القيادي في حركة حماس والنائب في كتلتها البرلمانية يحيى موسى أن الإدارة الأميركية "طرف غير نزيه" في حل القضية الفلسطينية و"لا تصلح لرعاية اتفاقات السلام بين الكيان الصهيوني والشعب الفلسطيني".
وشدد القيادي في حماس على أن الإدارة الأميركية "طرف غير نزيه ويكيل بمكيالين، فمن جهة تنحاز للحكومة الإسرائيلية التي تواصل عدوانها بحق الشعب الفلسطيني، ومن جهة أخرى تقوم بالضغط على حركة حماس والفلسطينيين وتشترط عليهم التخلي عن المقاومة، وتمارس كل قوتها للضغط على حماس للتسليم والاعتراف بشرعية المحتل".