تعتبر ظاهرة طوابير الخبز واحدة من أشد مظاهر تفاقم أوضاع الفقراء مأساوية في مصر أكثر الدول العربية سكاناً.
إلا أن هذه الظاهرة آخذة الآن في الانحسار بسبب عدد من الإجراءات، غير أن هناك من يقول إنه رغم نجاح الحكومة في احتواء الظاهرة فإنها لم تقتلع من جذورها.
أحد مفاتيح الأزمة تمثل في فصل الإنتاج عن التوزيع الأمر الذي أدى حسب الحكومة المصرية للقضاء بنسبة 80% على ظاهرة الطوابير الطويلة.
تلك الطوابير التي كانت تستهلك ما يقارب 50% من وقت الفقراء في دولة يعيش نحو 20% من سكانها تحت خط الفقر المدقع حسب تقديرات الأمم المتحدة.
ومما قلص الأزمة الاستعانة بالقوات المسلحة التي بنت أفرانا ضخمة وفتحت مئات المنافذ لتوزيع الخبز.
لكن مصر ما زالت تعتمد على الخارج في تدبير ما يقرب من نصف حاجاتها من القمح، وهي الدولة التي كانت توصف بأنها سلة غلال الإمبراطورية الرومانية.
وهناك من يلفت الانتباه لمشكلات هيكلية تعصف بقطاع إنتاج الخبز المدعوم في مصر وهي الهدر في الإنتاج، وما يعرف بالاستغلال الذي تمارسه مافيا تهريب الدقيق المدعوم.
أما الأكثر أهمية من ذلك حسبما يرى كثير من المراقبين فيتمثل في غياب إستراتيجية واضحة للدولة ترمي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، والتعامل مع هذه القضية بوصفها إحدى أخطر قضايا الأمن القومي المصري.