بعد التحية
فالح حسون الدراجي
على الرغم من أني رجل علماني، ولستُ متديناً، وإني من دعاة الحقوق المدنية وفصل الدين عن الدولة، الاَّ ان ذلك لايمنعني عن الحديث بانبهار واعجاب شديدين عن رجال دين أضاؤوا التأريخ الوطني بدمائهم الزكية، أمثال الشهيد محمد باقرالصدر، والشهيد محمد صادق الصدر، والشهيد عبدالعزيزالبدري والشهيد عارف البصري والشهيد محمد باقرالحكيم، وغيرهم
من شهداء الحركة الاسلامية، كما ان الحديث عن رجال الدين، لا يكتمل قطعاً دون المرورعلى فاعلية الجهد النبيل الذي يبذله المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، فهذا الشيخ الجليل الطاعن في الزهد، والمعطرَّ
حد الأشباع بحب العراق والعراقيين، والمكتنز بنورالحرية، والانفتاح، والتسامح، وقبول الآخر، هذا الكائن المنعزل عن الضوء، والشهرة، و(الأنا) الشخصية، يصرُّ على أن يظل في وهج الفعل الوطني رغم كل انشغالاته التي لا تعَد ولا تحصى، ولعل اتصاله من داره في النجف - عن طريق نجله - برئيس الجمهورية الأستاذ جلال الطالباني، الذي يرقد في أحدِ مستشفيات عمان، وما قاله بحق الطالباني، هما الأبرز والأهم من احداث الأسبوع الماضي، فبعد أن اطمأن على صحته، وتمنى له الشفاء التام، خاطب سماحته الطالباني - بتواضع كبير - قائلاً - أنت صمام الأمان للعراق، والعراقيين!! وإذا كان الأستاذ جلال الطالباني يستحق هذا التوصيف بحق وحقيق، لما يتوفر له من مزايا وخصال، فان الحق يجبرنا على القول بأن السيستاني هو صمام الأمان الأكبرللعراقيين دون خلاف،أضافة الى المالكي، وغيره من الشخصيات الوطنية الرصينة، فقد أطفأ عشرات الحرائق بعصاه الحكيمة، وأزاح بكفيه الكريمتين عشرات المصائب، والويلات عن جادة العراقيين، ولا حاجة لذكر تفاصيل هذه المواقف، فالعراقيون يعرفون ذلك جيداً بل وحتى الأجانب يعون ذلك أيضاً، فهنا - في أميركا- يتمتع السيد السيستاني باحترام كبيرمن المؤسسات والمنظمات، والشخصيات الأميركية التي تهتم بحقوق الانسان وقضايا الأديان والثقافات، إذ لا يزال الأميركيون يتحدثون باعجاب عن فتواه التي شجعت أكثرمن تسعة ملايين عراقي على تحدي الموت، والتوجه الى صناديق الانتخاب، كما يحظى (السيد) بحب كل العراقيين في الولايات المتحدة، حتى ان (مجلسنا الأسبوعي) في كاليفورنيا قدم طلباً في العام الماضي الى (أكاديمية نوبل للسلام). لمنحه جائزة نوبل للسلام، ومن الجديربالذكر أن الذين تقدموا بهذا المقترح وعملوا على توفيركل مستلزمات الترشيح هم أربعة عراقيين (جميعهم من الأخوة المسيحيين) وهم : الدكتور ريمون شكوري، والبروفسور حنا قلابات، وفاروق گورگيس، وصباح نعمو، وللحق فان دورنا (نحن المسلمين) لم يتعدَّ التوقيع على تأييد الطلب، علما بأن مجلسنا أعاد الترشيح للسيد السيستاني هذا العام ، ولنا امل كبيربالفوزهذه المرة.
وللتأكيد على أن السيد يحظى بحب مختلف العراقيين، ان الناشط (المسيحي) فاروق كوركيس، أجاب، وأمام عشرات العوائل المسيحية المحتفلة بعيد رأس السنة عن سؤال يقول: اخترشخصاً واحداً تتمنى له العمرالطويل: فأجاب قائلاً:-
أتمنى العمرالطويل للسيد السيستاني أولاً، ولأبي ثانياً، فضجت القاعة بالتصفيق الحار والهتاف العالي من قبل الجميع!.