توقع الكثيرون أن يروا مدفعجية لندن هذا الموسم بشكل مختلف، ويصلوا إلى أهداف لم يبلغوها منذ سنوات طويلة وكانت بدايات الأرسنال القوية كالعادة ومستواه القوي الذي قدمه في الدوري الإنجليزي والدور الأول من مسابقة دوري أبطال أوروبا والذي كان بمنزلة نزهة لفينجر ورفاقه مؤشرا بأن الأرسنال هذه السنة «غير».
ووسط الحروب الإعلامية والتصريحات الكلامية التي تعوّد عليها جمهور الدوري الإنجليزي خرج مدرب تشيلسي الإيطالي كارلو أنشيلوتي بتصريح يقول فيه إن فينجر عليه أن يرينا قوة الأرسنال في مواجهة الفرق الكبيرة مثل تشيلسي ومانشستر يونايتد وليفربول واستون فيلا، وهو تصريح يُفهم منه أن الأرسنال لا يستطيع الصمود في المواجهات الكبيرة. ولم يخب ظن أنشيلوتي كثيرا، وفشل الأرسنال في أغلب مواجهاته الكبيرة هذا الموسم، وكان في مواجهتيه الأخيرتين مسالما للغاية ضد مانشستر يونايتد وتشيلسي وخرج من اللقاءين مهزوما قبل نهاية الشوط الاول.
والغريب تصريح أرسين فينجر بأن قلة خبرة لاعبيه كانت وراء الهزيمة وكأن فينجر قد فوجئ بأن لاعبيه قليلو الخبرة صغار السن لا يستطيعون أن يواجهوا شراسة نجوم مثل واين روني وديدييه دروغبا. ماذا يريد فينجر أن يقول من هذا التصريح؟ هل يقدم عذرا على خسارة فريقه، أم أنها نقطة للتوقف وتصحيح الأوضاع للعودة إلى الألقاب.
الأرسنال فقد في السنوات الماضية أسماء كبيرة تملك خبرة لا يمكن تعويضها مثل نجم الفريق السابق الفرنسي تيري هنري ومواطنه باتريك فييرا والإنجليزي اشلي كول والبيلاروسي الكساندر هليب والعاجي حبيب كولو توريه وزميله التوغولي اديبايور اللذين غادرا إلى مانشستر سيتي الصيف الماضي، ولاشك بأن هناك أسماء أخرى قد تغادر الفريق بحثا عن الأمجاد والالقاب مثل سيسك فابريغاس الذي صرح برغبته الشديدة للرحيل إلى برشلونة وحتى النجوم التي برزت في الفريق وبقيت وتخطت مرحلة الشباب الى مرحلة النضوج الكروي فضل فينجر إراحتها مثل إيمانويل ايبوي!
وفي كل موسم نرى فرحة فينجر بأسمائه الصغيرة وبنجومه الواعدة والتي تبرز على يد المدرب الفرنسي الخبير، ولكن انقلبت الوسيلة الى غاية لتغيب البطولات وتحضر مكانها النجوم الشابة مثل والكوت والكساندر بومسونج وسمير نصري ونيكلاس بيندتنر، وكأن المدفعجية صار مركزا لتفريخ نجوم كرة القدم الأوروبية تاركا الألقاب الى منافسيه المان وتشيلسي.
فينجر صار يكرر مسلسله بكل أحداثه في كل موسم وصارت حلقات الفريق محفوظة لدى جمهور الدوري الإنجليزي بين بداية متألقة وبروز أسماء جديدة ثم سلسلة الإصابات المتتالية التي تلاحق لاعبيه بسبب تكتيك فينجر الحر والذي يأمر الجميع بالجري في كل لحظات المباراة، وأخيرا تبدأ أوراق الأرسنال في التساقط ورقة ورقة في فصل الربيع الذي يسبق نهاية الموسم ويعود الأرسنال إلى نفس النقطة التي انتهى منها الموسم الماضي.
" نقلا عن صحيفة الرؤية الكويتية "