كنت أسير فى تلك الأيام اتنقل من مكان لمكان
مع حرارة الصيف الشديدة والزحام فى كل مكان
قررت ان استريح واستظل بجانب بيت به حديقه سبحان من ابدع
تطلعت بعينى لأجد شاب متمدد على أرض الحديقه فخشيت ان يكون مغشى عليه فتوجهت نحوه
واقتربت منه وامسكت بيده فقام من مكانه وهو ينظر الى نظرات بدت لى حزينه
وكأنه كان على وشك الأنتحار وانقذته .. فطلبت منه تفسير لما أراه بعينيه
وبدأ يقص على وكأنه كان ينتظر سؤالى وحتى ان كان بدافع الفضول وكأنى صديق يعرفه منذ زمن
وقررت ان اتركه يتحدث ولكنه افصح عما بداخله واحرق قلبى , فلقد أخفى كثيرا حتى بات لا يستطيع الكتمان
فــقــــــــــــــال
كنت بلا هويه حين أتيت والأن ايضا اصبحت بلا هويه
مسافر بلا عنوان في رحلة النسيان
لا تنظر الى هكذا يا سيدى فأنا حطام لما كان
او شبحاً او ظلاً لشيء قد اطلق عليه قديما انسان
اعزرنى لتهكمى بالله احاول ان انتقى عباراتى قدر الأمكان
فلقد أمسى عقلى اقرب للكفر عن الأيمان
لم أشكو يوما ظروفى برغم ذلى والحرمان
نعم قد كنت اقص عليهم مختلف الروايات الا روايتى لأشتت الأذهان
كيف اصرح عما يجتاحنى وكيف اطلب منهم الحنان
بحثت في كل مكان يا سيدى حتى ادميت قلبى وضللت طريقى واضعت العنوان
كل الأبواب غلقت بوجهى حتى ابواى تناسو انى جزء منهم وبمشيئة ربى اصبحت كيان
فلما لم يطبقوا على انفاسى منذ ولادتى ليعيدونى الى الجنان
مع اول صرخة دوت لى يا سيدى في تلك الحياة كانت صرخة استغاثه الى الرحمن
وها انا يا سيدى ضائع شريد وايضا وحيد برغم كل من حولى فما العمل الأن
اخواتى( ليس اليتيم من مات والداه ولكن اليتيم حقاً من انشغل عنه امه واباه )
لم تأتوا بهم لتلك الحياة ليعذبوا بوجودكم بجوارهم ولا تشعرون بهم وكأنهم غير موجودين
لقد انعم الله عليكم بابناء فأحسنا إليهم حتى اذا قابلتم وجه الكريم تجدان ما تقولاه
وتجدوا من يدعوا لكم بالرحمه ويشتاق إليكم حتى تلقياه
وانتم الأن احياء فحاولوا ان تستغلوا تلك الفرصه التى لن تعوض وعوضاهم
عن انشغالكم عنهم وتقصيركم في حقهم استغلوا الفرصه قبل ان يضيع الوقت
فالمال يزول والصحه تزول والجاه يزول
ولن يبقى لكم غير ابناء قد احسنتم تربيتهم
ولتذكروا جيدا الجمله التى نحفرها بعقول صغارنا" ازرع تحصد "
فأحسنوا الاهتمام بما تزرعون حتى لا تصدموا وقت الحصاد مما ستجدون